+ A
A -
كل هذا الأسى الذي نعيشه، وداخل كل هذا البغض والكراهية والعنصرية، نحتاج جميعنا للتسلية، لبعض التوافه، لقصص تخرجنا من داخل الكهف المظلم من بشاعة الأحداث، استقبلنا فجر الأول من يناير بانفجار هز قلوبنا ومشاعرنا، قبل أن يهز المطعم الواقع في مدينة إسطنبول التركية، وذهب جراء هذا الإرهاب شباب في عمر الزهور، رحمهم الله وغفر لهم وألهم ذويهم الصبر والسلوان، ووسط كل هذا التراكم المستفز والخوف الذي ألم بالجميع من التحرك خطوة واحدة إلى أي مكان في أي مناسبة، لربما يتعرض المكان لانفجار ويفقد حياته جراء هذا الجنون الذي يتملك العصابات الإرهابية، تطل علينا بين حين وآخر، قصص لا يمكنك أن تكتم ضحكاتك عن الاستعباط الذي يحفل به البعض، وعلى الأخص أننا نتعرف على قمة السذاجة التي تحفل عقولهم بها، من خلال مختلف قنوات التواصل الاجتماعي، حيث توقفت أمام حدثين الأكثر سذاجة حتى الآن في مطلع هذا العام الجديد، أولهما قصة المتسابقة التي خرجت من برنامج المواهب الغنائي، والذي يبث من خلال إحدى القنوات الفضائية الشهيرة، لم تتقبل المتسابقة خروجها من البرنامج، فكالت التهم للفنانة أحلام وأنها السبب الذي بدد حلمها، وبدلاً من أن تتقبل المتسابقة الجزائرية الخسارة بروح رياضية، ظلت تشتم وتسب الفنانة، والأكثر تفاهة أنها غضبت حينما قامت الفنانة بحظرها من متابعتها من خلال برنامج «تويتر»، بعد سيل الشتائم التي قامت بها المتسابقة، فقد كانت تتوقع من أن الفنانة تظل تستمع لبذاءتها من دون أن تقدم على أي خطوة، الأكثر سوءاً من وجهة نظري، أن المتسابقة الجزائرية أضفت على نفسها ألقاباً من ضمنهم أنها أطلقت على نفسها الإمبراطورة، وهذا يعود لأن الإعلام العربي يقف طويلاً أمام الألقاب، بل ويسهم في نشرها وتوثيقها، والمتسابقة أدركت أن الإعلام لن يحاسبها إذا ما سمت نفسها بأي لقب، فاختارت لقب الإمبراطورة رغم أنها مجرد متسابقة ولم تقدم حتى الآن أي قيمة فنية للجمهور.
أما الموضوع الآخر وهو يدخل ضمن نطاق الجهل والسذاجة الحقة، فحينما غضبت مذيعة خليجية من فاشنيستا من نفس دولتها، قالت في مقابلة لها إنها قامت بإلغاء متابعة المذيعة من إحدى برامج التواصل الاجتماعي، لكون المحتوى الذي تقدمه لا يناسب الفاشنيستا الشهيرة، فشعرت المذيعة بأن هذه إهانة شخصية لها، فشنت حرباً كلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كنا نحن الجمهور شاهدا على هذه الحرب التي لا تستحق، بسبب إلغاء متابعة، ولأني كما قلت الإعلام العربي يصدق أي ترويج للإعلامي عن نفسه، فأعطت المذيعة لنفسها لقب الأسطورة!!
ملكة وأسطورة وإمبراطورة ومن يزود في الوسط الإعلامي، كنت أتصور أن الصحفيين هم من يهبون مثل هذه المسميات على النجوم، سواءً في مجال الطرب والغناء أو على لاعبي كرة القدم والفنانين، الآن الوضع تغير تماماً، فأصبح أي شخص يدخل مجال «الميديا»، يعطي لنفسه أي وصف تحقيقاً لنرجسيته التي تفوق العقل.
اللهم أتمم علينا عافيتنا في عقولنا، حتى لا نصبح مجرد تابعين لهوس الشهرة المقزز أحياناً.
أما الموضوع الآخر وهو يدخل ضمن نطاق الجهل والسذاجة الحقة، فحينما غضبت مذيعة خليجية من فاشنيستا من نفس دولتها، قالت في مقابلة لها إنها قامت بإلغاء متابعة المذيعة من إحدى برامج التواصل الاجتماعي، لكون المحتوى الذي تقدمه لا يناسب الفاشنيستا الشهيرة، فشعرت المذيعة بأن هذه إهانة شخصية لها، فشنت حرباً كلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كنا نحن الجمهور شاهدا على هذه الحرب التي لا تستحق، بسبب إلغاء متابعة، ولأني كما قلت الإعلام العربي يصدق أي ترويج للإعلامي عن نفسه، فأعطت المذيعة لنفسها لقب الأسطورة!!
ملكة وأسطورة وإمبراطورة ومن يزود في الوسط الإعلامي، كنت أتصور أن الصحفيين هم من يهبون مثل هذه المسميات على النجوم، سواءً في مجال الطرب والغناء أو على لاعبي كرة القدم والفنانين، الآن الوضع تغير تماماً، فأصبح أي شخص يدخل مجال «الميديا»، يعطي لنفسه أي وصف تحقيقاً لنرجسيته التي تفوق العقل.
اللهم أتمم علينا عافيتنا في عقولنا، حتى لا نصبح مجرد تابعين لهوس الشهرة المقزز أحياناً.