+ A
A -
لا يوجد جدار عالٍ بين الكوريتين يشبه الجدار الذي كان يشطر ألمانيا سابقا إلى شطرين مختلفين أيديولوجياً واجتماعياً وسياسياً، حتى تحتفل الكوريتان بإزالته بعد مصالحة تاريخية التئمت قبيل أيام فقط، ولكن الشطرين قررا تهشيم جدار الزمن، أحد الفواصل بينهما، حيث قررت بيونغ يانغ تقديم توقيتها 30 دقيقة ليتطابق مع التوقيت المحلي الذي تعتمده سيئول، وذلك في بادرة حسن نية بعد القمة بين الكوريتين، وربما للإشارة إلى أن الوحدة المستقبلية بين الكوريتين تبدأ بتوحيد التوقيت، ما يعني أن التوقيت في الكوريتين واليابان التي تستخدم نفس التوقيت في «الجنوبية» سيكون واحداً في الدول الثلاث، ويسبق توقيت غرينتش العالمي بتسع ساعات.
ومن الطبيعي أن يتابع الرئيس الأميركي ترامب هذه المعطيات الجديدة والإيجابية ببالغ الفرح والحبور، قبل انعقاد قمته المرتقبة مع الزعيم الكوري الشمالي، التي يتوقع أن تختم مراحل من الصراع كادت تتطور إلى تهديد جدي بنشوب حرب حامية الوطيس بين بلاد العم سام وبلاد كيم جونج أون، فكل خطوة تقرب بين الكوريتين تنبئ بنجاح هذه القمة التاريخية المرتقبة.
وما يجدر تسجيله أن الرئيس ترامب نجح فيما أراده للنووي الكوري الشمالي بمجهود تفاوضي وسياسي شديد الذكاء والاحتراف، وأظن أن ترامب قد ضمن بذلك فترة رئاسية ثانية ليظل ساكنا البيت الأبيض سنوات أربع أخرى، على العكس تماما من التوقعات التي كانت تتحدث عن رحيله المبكر من قمة السلطة في بلاده، ويدحض كل الأفواه التي كانت تتحدث عن صعوبة المهمة عليه، ليثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه الرجل الذي انتصر بكفاءة فيما لم ينتصر فيه آخرون، وأنه يدرك جيدا أي الأدوات والطرق والإجراءات التي يمكن استخدامها في تحقيق الغايات، وأن بدت صعبة.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
07/05/2018
2325