+ A
A -
العاكفون في المساجد، الباحثون عن لقمة الخبز مع الطرائد، السائحون في بلد المنافي القسرية، القابضون على الجمر فوق ثرى الوطن الأبدي، أشياع وأتباع كل الديانات والمذاهب، الساكنون في غياهب السجون أقسموا أن يعظموا هذه المناسبة الخامس عشر من أيار- مايو كما أنها عيد نصر لأنهم آمنوا ان النكبات تصنع المعجزات.
سبعون عاما، ألف عام، لن نيأس، ونقول لمن ملوا ان يسمعوا ولمن ضجروا من شكوانا فاستسلموا، ان المقاومة تنجب مقاومة، بالأمس وأنا طفل أجلس على حضن والدي نطل على الوطن المحتل من فوق جبال الضفة الغربية، كان يروي لي بطولة الثوار الفلسطينيين الذين كانوا يحررون البلدة تلو البلدة، وأسرهم المجندات ومنهن من أعيد ومنهن من اثر الزواج من المجاهد ألذي اعتقلها، لنبل خلقه وحسن معاملته، ويؤكد ان المقاومة هي الحل، ووصيته لحفيدي وحفيد حفيدي ان يواصلوا المقاومة
سكتت المقاومة من عام 1948 حتى العام 1967، وحين انطلقت التف حولها العالم من الداخل والخارج لكن اوسلو التي فشلت أوقفت وميض الثوار، أوقفت تعاطف الأحرار مع حق الفلسطينيين وبرز المتخاذلون يعلنون ان فلسطين ليست على قائمة اهتماماتهم.
نعم سيدي الزعيم، على مدى سبعين سنة نرفض الذل والهوان وان نتنازل عن القدس التي تشد اليها رحال المسلمين على خطى من طيب الله ثراه جدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، الذي نثر بخطاه الطاهرة في الأقصى وبجوار الصخرة المشرفه نور الوعي في ضمائر الفلسطينيين الذين يقولون لك ارح واسترح مولانا واغنم بما ظفرت من غنائم الذل والمهانة، فالفلسطيني لم يستمع لنحيب الطيور على انكسار أمة، هانت أمام المغول فاجتاحتها وطنا وطنا وبلدا بلدا وبنوا أهراما من جماجم المتخاذلين.
المقاومة ستعيد إليك يا ابن فلسطين من تضامنوا معك في الستينيات والسبعينبات والثمانينيات، وستجعل الشعوب الحرة اكثر قوة وصلابة في وجه الجلادين ستعيد إليكم الشاعر التركي كامل آي دمير ينشد لكم:
وأيتها العواصف
بالطائرات الورقية ألا تعبثين
فليكن الرصاص
من نصيب الخونة
الذين يمشون أمامكم
وسيعود الشاعر الكوبي أوسكار غودينيث يغني «فلسطين انت حبي»
لتضيء الدرب، من جديد
الى قدس المستقبل
واصل المقاومة لتنشد مع الشاعر الإسباني خابير بيانو «نشيد الختام»
سيدي الزعيم قل ليهود نيويورك هذا شعب الجبارين فاحملوا كذبتكم الكبرى وارحلوا فالارض لا تشبههم والمدن لا تشبههم والجبال لا تشبههم وكفاهم سبعين عاما، وإلا فالرعب قادم من الذين يؤمنون مع الشاعرة الأسكتلندية تيسّا رانسفورد التي تقول:
العين بالعين والسنّ بالسن
كمْ طفلا تقتلين يا إسرائيل
ثأراً لعينٍ واحده
كم تُشَوّهين وتُجَوّعين
ثأراً لسنٍّ واحدهْ؟
سبعون عاما
وصارتا لن يكونوا أقل من بطشكم

كلمة مباحة
من يخون أخاه.. من يَكُون؟

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
09/05/2018
10697