+ A
A -
نفذ ترامب وعده، وجاءت ابنته ايفانكا تتهادى مع زوجها اليهودي كوشنير، واحتفلوا بتنفيذ وعد الرئيس الأميركي بنقل السفارة الأميركية من تل الربيع إلى القدس،
غزة خرجت، وقدمت اكثر من 60 شهيدا واكثر من 2500 جريح، والطيران الإسرائيلي يقصف غزة، ويقتل الشباب والأطفال والنساء.
العواصم العربية صمتت، والقنوات الفضائية تنقل مباشرة الاحتفال والقتل، والمحتفل إسرائيلي، والقاتل إسرائيلي والقتيل فلسطيني والمتفرج عربي، والأمم تدعو لضبط النفس، وكأن على رأسها الطير، الاتحاد الأوروبي كعادته ساوى بين القاتل والضحية، ورام الله اختبأت خلف ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات.
يخرج الرئيس الذي يفترض ان يكون شجاعا ليعلن انسحابه من اوسلو ومن رام الله، وإلغاء اتفاقية السلام، التي لم يبق منها شيء، ليعيد الاحتلال وتتحمل إسرائيل مسؤولية المحتل، ولتعود الانتفاضة والمقاومة، التي بها فقط يمكن ان نعيد صياغة اوسلو.
نتطلع وأمام هذا المشهد الذي نشاهده في غزة ورام الله يقف الرئيس مع الشعب ويعلن بنفسه بدء الانتفاضة.
الجزيرة، والعربي، تنقلان مباشرة، من مناطق التماس ومن الحدود، وانا متفرج، والعرب متفرجون ورسالتي ان اكتب، وما سأكتب هو كلام مباح، نعم مباح، نحن أمة بلا شعب، ودول بلا شعوب، ولو ان الشعوب والدول اتحدوا خلف قرار طفل قرر حرق العلمين الأميركي والإسرائيلي سوف يحرج الإدارة الأميركية، التي لم تعد طرفا محايدا في عملية السلام.
الكلام المباح، فقط لا تتدخلوا في انتفاضة ابتدأت فقد نفذ ترامب وعده، وسيندم حفيده من ايفانكا حين يرى أن قرار جده كان بداية النهاية لوطن أعمامه.
كلمة مباحة
«نحن أمة لا تستحي»
حتى الإدانة.. عجزت.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
15/05/2018
3815