+ A
A -
بينما كانت الإدارة الأميركية تحتفي بانتقال سفارتها إلى القدس، كان عشرات الفلسطينيين يلقون حتفهم برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي.
مشاهد القتل التي شاهدها العالم بأسره، قوبلت بالغضب والتنديد، حتى من بعض المسؤولين الأميركيين، وقد سمعنا رئيس مجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس يقول إن «قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس في غياب مفاوضات أوسع ومن دون الطلب إلى إسرائيل أن تقدم شيئا في المقابل هو كمن يعطي دواء لمريض يؤدي إلى تفاقم حالته بدل أن يخفف وطأتها». دعكم من ردود الفعل العربية، وتحديدا تلك الدول التي بدأت عملية تطبيع واسعة ومجانية مع تل أبيب، دعكم من نفاقهم وتخاذلهم وتآمرهم، فهؤلاء تحولوا، أو حولوا أنفسهم، إلى دمى تحركها خيوط خارجية، لا يملكون من أمرهم شيئا.
دعكم من الجامعة العربية، فهي كيان هزيل، لا حول له ولا قوة.
تأملوا شباب فلسطين وهم يبذلون أرواحهم، ليس دفاعا عن وطنهم فلسطين فحسب، ولكن دفاعا عن عروبة ضاعت ومقدسات هانت، فهؤلاء هم الأمل والرجاء، وهم وحدهم الذين يمكن الرهان على بطولاتهم وتضحياتهم، وكل شيء آخر كغثاء السيل.
يعتقد البعض أن فلسطين وحدها هي المستهدفة، وهذا ليس صحيحا بالمرة، فلسطين هي حائط الصد الذي يمنع الـ «تسونامي» الإسرائيلي من إغراق العالم العربي بأسره.
لا يوجد من هو آمن، أو في منأى عن الأطماع الإسرائيلية، والذين يعتقدون غير ذلك هم أعداء أنفسهم ودينهم وعروبتهم، وهؤلاء تحولوا إلى أجراء لدى الإسرائيلي ينفذون مخططاته.
إسرائيل قوة احتلال غاشم، هدفها العالم العربي بأسره، ليس عن طريق احتلاله مباشرة، وإنما عبر الهيمنة والتسلط لإبقائه متخلفا خارج الزمن، والمشكلة أن هناك من يساعدها على تحقيق هدفها من العرب أنفسهم، سواء بسبب الجهل، أو لحسابات قاصرة لم تقرأ التاريخ ولا تحسب حسابا للمستقبل.

بقلم : حسان يونس
copy short url   نسخ
17/05/2018
2152