+ A
A -
كلما تنعقد قمة عربية، أضع يدي على قلبي خوفا وهلعا، متوجسا ان امرا جللا قد يحدث في هذه الامة، وانا العربي البسيط، طالبت مؤسسة القمة هذه ان تستقيل، والبحث عن مؤسسة اخرى غيرها، لماذا؟
فتاريخ هذه القمم ارتبط في الذاكرة بالهزيمة والخذلان، فبعد قمة أنشاص 1946، سقطت فلسطين 1948 بأيدي العصابات الصهيونية، وبعد نكسة 1967، عقدت قمة الخرطوم واصدرت اللاءات الثلاث، لا صلح، لا اعتراف، لا سلام، مع إسرائيل، فما الذي حصل؟، لقد لحست الامة لاءاتها فصالحت واعترفت واستسلمت، وقررت تصفية المقاومة في الاغوار الأردنية واتخذ القرار، وبعد طرد المقاومة من بيروت عقدت قمة في الرباط، واستقبلت ياسر عرفات استقبال المنتصرين، وهو قد خرج مدحورا بعد حصار دام 88 يوما، وبعد قرار ترامب نقل سفارته إلى القدس كانت قمة الظهران التي سميت بقمة القدس لتكون قمة وداعية للمدينة المقدسة التي حررها صلاح الدين الأيوبي، فقد أكد الختام البياني للقمة على رفض كل الخطوات الإسرائيلية الأحادية الجانب التي تغير الحقائق وتقوض حل الدولتين وقرر بطلان وعدم شرعية الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل مطالبة دول العالم بعدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، وتأكيد مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة العربية جمعاء.السلام الشامل والدائم خيار استراتيجي تجسده مبادرة السلام العربية.الترحيب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس وتقديم الشكر للدول المؤيدة له.مطالبة المجتمع الدولي بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وآخرها قرار مجلس الأمن رقم (2334) عام 2016 الذي يدين الاستيطان ومصادرة الأراضي.المطالبة بتنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالقدس المؤكدة على بطلان الاجراءات الإسرائيلية كافة الرامية لتغير معالم القدس الشرقية ومصادرة هويتها العربية الحقيقية.ضرورة تنفيذ قرار المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته حيال الانتهاكات الإسرائيلية والاجراءات التعسفية التي تطاول المسجد الأقصى والمصلين فيه.اعتبار إدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى الأردنية السلطة القانونية الوحيدة على الحرم في إدارته وصيانته والحفاظ عليه وتنظيم الدخول إليه. بعد القمة غادر احدهم من تحت الطاولة ليقول للاميركان نفذوا ما عقدتم العزم عليه، وليقول للفلسطينيين اخرسوا.
فكانت هذه الهبة الفلسطينية لتقول، لمن خاطبهم ان يخرسوا وانهم بدمائهم وأرواحهم سيصرخون في وجهه ووجه المحتل انهم هنا باقون.
القدس مغتصبة، وفلسطين مغتصبة، وليست بحاجة لقمم عربية بمثل هذا النوع من الذين يثخنون جراحها ويواصلون التآمر عليها. والثورة قادمة، ولن ترحم من تخاذلوا وخانوا وتعاونوا وباعوا القدس ليحفظوا كراسيهم.
كلمة مباحة
في القدس قد نطق الحجر نريد اردوغان وعمر
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
18/05/2018
7091