+ A
A -
اسأل من شئت في فلسطين أو من في المخيمات أو في الشتات: ما أمنيتك؟ يأتيك الجواب على لسان الشاعر الفلسطيني الشهيد عبد الرحيم محمود:
سأحمل روحي على راحتي..وألقي بها في مهاوي الردي
فإما حياة تسر الصديق.. وإما ممات يغيظ العدى
والشاعر محمود استشهد في معركة الشجرة، قرية في منطقة طبرية، وكان شارك في ثورة 1936.. ووهب نفسه للكفاح وبات قدوة لكل فلسطيني
سألت شابا غزاويا، وآخر من جنين وثالث من الخليل ورابع من الجليل، عن امانيهم فكانت الشهادة من اجل فلسطين على خطى من سبقونا من محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي وعبد الرحيم محمود، وسألت: أو ليس هذه الشهادة في هذا الزمن قتل بلا ثمن، وكم أدهشني الجواب، الذي جعلني اعتقد ان شعبا هذا إيمانه فإن وطنه سوف يعود، وليس بحاجة إلى منة من زعيم سئم من مطالبة هذا الشعب بحقوقه، ولا من دولة عظمى ترمى له بعض فتات السلام.
وإسرائيل ستأخذ حصتها من دم الفلسطيني وترحل كما أخذت من قبل كل من جاء فلسطين معتديا أو سائحا أو محتالا، فمنذ وعد بلفور وحتى وعد ترامب كان هذا القتل في الفلسطينيين، بدم بارد في مجازر أو قتل فردي أو اغتيال، ونحن شاهدنا بأعيننا مجازر إسرائيل في قانا الجليل، في دير ياسين، في اللد، الأقصى، خان يونس الحرم الإبراهيمي ويشار إلى أن قرابة 293 سيدة استشهدن خلال الحرب الأخيرة، على غزة كما أُصيبت نحو 2168 سيدة بجراح مختلفة. وتعرضت 600 سيدة للإجهاض، وفقدت نحو 791 سيدة أزواجهن الذين قتلوا على إثر الاستهدافات العسكرية الإسرائيلية، عدا عن المئات اللواتي فقدن فلذات أكبادهن أو منازلهن وممتلكاتهن.
المجازر مستمرة، ولا تبالي إسرائيل بأحد، لا مسلمين ولا عرب، لان العرب لا يهمهم الا شهواتهم وحال المسلمين يصعب على أبو جهل، فليس أمام الفلسطيني الا هذا الإيمان بالشهادة، وهي وقود والمقاومة والمقاومة وحدها طريقنا إلى تحرير فلسطين حين كانت الشهادة طريقنا ايمانا بقول سبحانه وتعالى
: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ? بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ*فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ).
قوافل الشهداء هي طريقنا نحو العودة وقد بدأت من حدودنا في غزة.

كلمة مباحة
أحببتها حين أعلنت المقاومة، وضحيت بروحي لاجلها عندما بدأت المقاومة، ومعها إلى آخر العمر في المقاومة، والروح على الكف ما دام الوطن تحت الاحتلال.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
20/05/2018
1571