+ A
A -
أغلب الظن أن كوريا الشمالية ينتظرها مستقبل آخر غير الذي كانت ستكابده لو ظلت أسيرة الحظيرة الشيوعية المنقرضة، فها هو وزير الخارجية الأميركية بومبيو في أعقاب زيارته لبيونغ يانغ يعد باستثمارات أميركية لو تخلت «الشمالية» عن برنامجيها: النووي والباليستي، وأغلب الظن أيضا أن رجل الصواريخ سابقا سوف ينصاع لضغوط ترامب، وسيقبل العرض الأميركي السخي: استثمارات أميركية بالمليارات، مقابل التخلي تماما عن النووي والباليستي، ومن ذلك فإننا سنكون أمام نمر آسيوي اقتصادي صاعد بقوة، لديه قاعدة تقنية كبيرة أهلته لاقتحام النادي النووي الدولي، ولديه جيش كبير من العمالة الماهرة والمنضبطة التي لو توافرت لها استثمارات جديدة ومتنوعة لأصبحت من أجود القوى العاملة في العالم.
غير أن هناك قوى مختلفة المشارب في العالم تترقب وتتابع هذه التحولات للإفادة من أنقاض التحولات الكبيرة التي ستحدث في هذا البلد، ومنها الإفادة من علماء نوويين كوريين شماليين سيحالون إلى الإيداع بعد تجميد البرنامج النووي في بلادهم، ومن المحتمل جدا أن يشبه التنافس الدولي على هؤلاء العلماء والباحثين نظيره الذي حدث للعلماء الألمان في أعقاب انهيار ألمانيا النازية، حيث كان هؤلاء العلماء الألمان كنزا ثمينا جدا لمن يحصل عليه، وميزة العلماء والباحثين الكوريين الشماليين أنهم أنتجوا سرا قنبلة نووية فقيرة التكلفة نسبيا، ولديهم ايضا مفاتيح لبرنامج باليستي صاروخي متقدم ومرعب، ولهذا لا أعتقد ان حزمة الملفات التي ستطرح في قمة سنغافورة ستخلو من هذا الملف الشائك، خاصة أن واشنطن تدرك قبل غيرها، أن علماء وخبراء كوريا الشمالية هم آباء البرامج النووية والصاروخية في دول عدة، وأن بيونغ يانغ لم تكن تبخل على أصدقائها الظاهرين وغير الظاهرين.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
21/05/2018
2582