+ A
A -
في شهر رمضان يكثر بحث الصائم عن وسائل التقرب إلى الله عز وجل! فهناك من يبحث عن التقرب إلى الله بين أستار الكعبة.. وإنّ كنّا حرمنا فضل أداء العمرة في هذه الأيام المباركة من قبل أخوان لنا.. لكن سنظل نقول نحن بخير بفضل من الله.
نعاود البحث من جديد عن التقرب إلى الله جل جلاله.. فهناك من يبحث عن الله بين جدران المساجد لذلك تمتلئ المساجد بالمصلين بعد أن كانت خاوية لدرجة إنّ إمام المسجد قد يقول: حيالله المصلين الجدد والله نورتونا!!
هناك من يبحث عن التقرب إلى الله بين مال الصدقات لذلك تكثر رسائل الجمعيات الخيرية تصدقوا تصدقوا!! وحتى أنهم طرقوا أبواب التواصل الاجتماعي.
وهناك من يبحث عن التقرب إلى الله بين صفحات القرآن. حيث يتسابق الكل لختم القرآن مرات ومرات دون أن يتدبر مرة واحدة.
وعليه فقد أبرمت أنا ماجد بن حمد حالي كحال معظم الصائمين أو غالبيتهم – الشاهد أنهم كثرة – عقد إيجار لمدة شهر مع الله مع تخصيص بند خاص في العقد لصلاة التراويح.
العقد لن يكلفني ريالاً واحداً أدفعه بل بالعكس سيكون أجره أضعافا مضاعفة في شهر رمضان.
لكن السؤال؟ ‏لماذا لا نبحث عن التقرب إلى الله في داخل نفسنا بين جنبات قلوبنا.. بين دواخل أنفسنا؟
لماذا لا تبحث عن التقرب إلى الله في إنسانية البشرية؟
هل فكرت يوماً أن تتصدق لشخص محتاج لشخصه هو وليس لكي تدفع عن نفسك ضرر، أو رغبة بالظفر بالحور؟
رمضان فرصة لكي نتقرب من خالقنا وعليه فالمطلوب منًا العمل بجد لا أقول هذا الكلام على طريقة علان ولا افسر الدين على مدرسة فلان.. لكن هي دعوتي أن تكون هناك عودة دائمة إلى الله عز وجل، العودة إلى أخلاقنا وإلى إنسانيتنا التي خلقنا الله عليها قبل كل الرسالات. تذكر عزيزي الصائم أن الصوم عن الأكل والشراب ليس هدفه الشعور بجوع الفقير.. لأننا أصبحنا نشعر بتخمة الغني! لكن الهدف الأسمى أن تستحضر إنسانيتك في أن تشعر بجميع من هم حولك تشعر باختلافهم، تشعر بألمهم، تشعر بحاجتهم، تشعر بحاجتهم لك وحاجتك لهم، تشعر بأنك إنسان مثلهم لست أنت بأحسن منه..
كلنا بشر.
بقلم : ماجد الجبارة
copy short url   نسخ
24/05/2018
2212