+ A
A -
قالوا «الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك» و«الوقت من ذهب إن لم تذهب معه ذهب» والوقت هو في الواقع رأس المال لأي إنسان، والشيء الوحيد الذي لا يستطيع أن يخسره.
ويقول الصينيون «أوقية من الذهب لا تشتري شبرا واحدا من الزمن».. لكن كم من الساعات نهدرها، بل أيام وسنوات تضيع من عمرنا، دون أن نقدم شيئا لحياتنا الدنيا أو لحياة البقاء الأبدي، والكل لاهٍ في شؤون لا تغني ولا تسمن، ولا أحد يعي قوله سبحانه وتعالى «فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة فيومئذ وقعت الواقعة وانشقت السماء فهي يومئذ واهية والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية» صدق الله العظيم، لا تخفى خافية، وكل إنسان يحاسب بما قدم في هذه الدنيا، فإما أن ترسله أعماله إلى الفردوس والنعيم وإما إلى صقر والجحيم.
تمتلئ المقاهي والملاهي بمن قالوا مازلنا في سن الشباب وانغمسوا في الرذيلة فهذا يبحث عن لذة في كاس، وذاك يبحث عن فاحشة، يمضون الليل ويعودون إلى بيوتهم بالآثام وحين تسألهم يقولون لك «العبادة دربها طويل يا ابن العرب والوقت لم يحن لنسير في الدرب نبحث فيه عن التوبة» تقول لهم الوقت يمضي وسنوات العمر تعبر فماذا قدمتم للحياة الدنيا والمجتمع فكل يشيح بالسمع.
وحقيقة أن الغرب وخاصة في الدوائر التي تصنع التاريخ في أميركا وأوروبا واليابان استطاعوا أن يقطعوا الوقت ولم يسمحوا له أن يقطعهم، فقد طلب صديقي موعد نصف ساعة مع صاحب شركة مهمة فقال له عندي لك نصف ساعة، وكل دقيقة بـ50 دولارا وإذا زاد عن ذلك فكل دقيقة بـ100 دولار وإذا انتهى الاجتماع قبل الموعد المحدد نعيد لك عن كل دقيقة 100 دولار، كان درسا له للمحافظة على وقت الشركة التي تقدم بطلب عمل لها.
شاب عربي لم يتخرج في الجامعات لكن قرر أن يسير على خطى إديسون بأن يتحكم هو بالوقت ولا يسمح له أن يقطعه فمنح النوم 8 ساعات ومنح عبادته ساعتين والرياضة ساعتين ووظيفته 8 ساعات والأبحاث 4 ساعات فأنتج نظرية سيتم تحويلها إلى منتج من شأنه أن يضيف إلى العلماء عالما عربيا بحجم إديسون، نجح لأنه قرر تقسيم وقته وأن يقدم لدينه لكي لا يخجل يوم العرض عليه وأن يقدم لدنياه ما يشهد له بحسن تصريف الوقت الذي منحه الله له.
اذهب إلى الأسواق التجارية وإلى الفنادق، وإلى المقاهي لترى حجم المأساة في هدر الوقت في لعب الورق وارتكاب المعاصي فهل نشكل جمعية للرفق بالإنسان تحميه من ظلمه لنفسه فهو أولى من الحيوان الذي له مليون جمعية للرفق به حتى الحمار له جمعية في دولة عربية إسلامية كبرى.
كلمة مباحة
ولا حد خالي من الهم
حتى قلوع المراكب
اوعى تقول للندل يا عم
لو كان على السرج راكب
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
02/06/2018
1629