+ A
A -
خمسون عاما مضت ما بين النكسة الأولى عام 1967 وقيام إسرائيل منفردة باحتلال مناطق تعود لأربع دول عربية مصر وسوريا والأردن والعراق أو ما يسمى بدول الطوق، وبين نكسة 2017 وقيام أربع دول عربية بمحاصرة دولة عربية واحدة، كانت آثار النكسة الأولى على الدول الأربع المهاجمة آثار وخيمة خسرت فيها أجزاء من أراضيها، وآثار النكسة الثانية على الدول الأربع المحاصرة ايضا وخيمة، فعلى الباغي تدور الدوائر، ان لم يكن يؤمن بالله واليوم الآخر.
في العام 1967 هدد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وخرجنا نهتف خلفه بالملايين وراك بالملايين وأخذته العزة فلديه 547 ألف جندي بمشاركة سوريا والعراق والأردن و957 طائرة قتالية و2.504 دبابات، فيما كانت إسرائيل لديها 264 ألف جندي و300 طائرة و800 دبابة، واندحرت الكثرة بقيادة مصر الكبيرة وانتصرت القوة الصغيرة إسرائيل التي تباهت انها انتصرت على الأمة العربية فكانت تلك النكسة المشؤومة.
ولا أدري من هو المستشار الجهبذ الذي أشار على اطفال في السياسة والاقتصاد ان يحاصروا قطر وقد أخذتهم العزة بالإثم بما لديهم من قوة عسكرية فكادوا، ضد هذا البلد الآمن الذي يفتح ذراعيه للجميع فكانت نكستها الثانية 2017.
نعم نكسة على هذه الدول وعلى الأمة العربية التي تتعرض لأخطر تحد منذ غرس الصهيونية في فلسطين ليصبح التقرب منها وخدمتها أساسا لبقاء الكراسي تحت رجال لم يملأوها فكان هذا الانفلات في تنفيذ مؤامرات ضد وطن شقيق، نكسة على الدول الاربع لأنهم ضلوا الطريق وضللوا شعوبهم، فالأرقام تشير إلى انها نكسة فعلا عليهم  
فقد أظهرت إحصائيات رسمية أن السعودية والإمارات والبحرين كانت تستحوذ على 87 بالمائة من حركة التبادل التجاري بين قطر والدول الخليجية. وكانت المصالح الاقتصادية والتجارية تتشابك بين الدول الثلاث والدوحة، في مختلف المجالات، بما فيها الاستثمارات المشتركة، وأبرزها أنابيب دولفين التي تزود دولة قطر عبرها الإمارات بحوالي 30% من حاجتها للغاز قر لم تقطع الغاز من اجل الا تحرم الشعب من الطاقة. 
وبلغت قيمة التبادل التجاري بين الدول العربية وقطر في العام الماضي، نحو 45 مليار ريال قطري (12.3 مليار دولار)، وبين دول الخليج وقطر 37.9 مليار ريال (10.4 مليار دولار).
وبلغ حجم التبادل التجاري بين قطر ودول العالم في 2016، نحو 324 مليار ريال (89 مليار دولار)، 13.8 بالمائة منه من الدول العربية، و11.7 بالمائة من دول الخليج.
وكانت إحصاءات رسمية لمجلس التعاون الخليجي، أعلنت أن دولة قطر استقبلت حوالي 1.3 مليون من مواطني دول مجلس التعاون، ارتفاعاً من 526 ألفاً في العام 2006، إلى جانب وجود 40 إماراتياً يعملون في القطاعين الحكومي والأهلي القطري، و548 بحرينياً، و597 سعودياً، و1130عمانياً، و26 كويتياً. في حين يوجد 14 موظفاً قطرياً في القطاعين الحكومي والأهلي في الإمارات، و15 في البحرين، وموظف واحد في عمان و74 في الكويت، إضافة إلى عاملين قطريين في السعودية.
وكان 203 طلاب إماراتيون يتلقون تعليمهم في قطر، بجانب 693 بحرينيا، و1808 سعوديين و1608 عمانيين، و58 كويتيا. في المقابل يوجد 11 طالبا قطريا في الإمارات و68 في البحرين و703 في السعودية و12 في عمان و55 في الكويت. 
فمن الخاسر؟ أليست دول الحصار؟ ومن الذي اختار يوم النكسة ليصنع نكسة أخرى انقلبت عليه كما ينقلب السحر على الساحر؟
كلمة مباحة:
واحذرْ من المظلومِ سَهماً صائباً
واعلـمْ بـأنَّ دعـاءَهُ لا يُحجَـبُ

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
05/06/2018
1679