+ A
A -
على حدود اليرموك وقفت وألقيت السلام، وعلى مشارف مؤتة قرأت على أرواح شهدائها أم الكتاب..
وعلى نهر الأردن سمعت أجراس العودة تقرع، فكل من غادره شرقا يرنو إلى اليوم الذي يعبره عائدا إلى أرض الإسراء والمعراج، قال لي: أتحلم أنت، وأنا أطالب بمسيرة عودة على حدود الأردن ردا على دعوات صهيونية ليكون الأردن الوطن البديل..
وقد تصادف وجودي في العاصمة الأردنية عمان اندلاع الاحتجاجات وتم إغلاق الطرقات، وارتفعت لافتات غير لائقة، تبين أن من رفعها مدسوسون من البعض، الذين يريدون الضغط على هذا البلد المرابط، الذي تحمل ما تحمل للحفاظ على كيانه، الذي أسسه الملك الراحل عبدالله بن الحسين الأول، في العام 1921 وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، كان الشباب يتناقل عبر وسائل التواصل أخبار الاحتجاجات وكان البعض يهتف هتافا أجوف «ارحل» رفعوه في سوريا عام 2011 ولم تهدأ حتى اليوم وأدخل هذا البلد في التيه، وهناك أكثر من مليون قتيل وسبعة ملايين مهاجر، وكأن مخططا بدأ لزعزعة الأمن في هذا البلد، الذي يعتبر بلد مؤسسات، مجلس نواب منتخب من الشعب، مجلس أعيان مختار من القصر، مجلس وزراء معين ويخضع لمحاسبة مجلس الشعب أو الأمة، وشعب معظمه شباب، ومثقف، وقد ظهر رقي هذا البلد بدءا من هذه الروح التي أبداها رجال الأمن في التعامل مع المحتجين وقيام محتج بإمامة رجال الدرك في صلاة العصر، وقيام رجل أمن بإمامة المحتجين في صلاة المغرب، وقبول المحتجين بقطرات الماء التي قدمها رجال الدرك للمحتجين مع رفع الأذان، صورة راقية تبعها تدخل الملك وإلغاء قرار الحكومة برفع أسعار المحروقات، ثم إقالة رئيس الحكومة وتكليف وزير سابق بتشكيل الحكومة، والتي توجت عملها بسحب قانون الضرائب، ليعود الناس إلى أشغالهم وأعمالهم ليفوتوا الفرصة على من أراد الإضرار بهذا البلد الذي بات هو صمام أمان المنطقة، نكبت فلسطين فكان هو الصدر والحضن، انتكب العراق فكان الصدر والسند، وانتكب لبنان فكان الملاذ الآمن، ونكبت سوريا، ففتح كل أبوابه ونوافذه، ومن قبل فتح أبوابه للشيشان حين تم نفيهم في زمن القيصر، وفتح أبوابه للأرمن، وللأكراد، بلد به هذه الأصول والمنابت قادر على أن يتجاوز هذا الظرف، وهو يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، ويعرف أن التنازل عن القدس خط أحمر، وأن ذلك قد يؤدي إلى انفجار لن ينتهي،
تحية للنشامى الذين فوتوا الفرصة على المغرضين الذين يريدون لخبطة الأوراق في بلد السلام، فكل مكونات المجتمع الأردني تدرك أن فلسطين للفلسطينيين والأردنيين، والأردن للأردنيين والفلسطينيين، والوحدة لا بد أن تعود في يوم من الأيام وننشد جميعا نشيد الوطن الواحد..
كلمة مباحة
وَالظُلمُ تَصحَبُهُ الأَهوالُ وَالظُلَمُ
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
10/06/2018
9766