+ A
A -
منذ اندلاع الأزمة بين دولة قطر وجيرانها واشتعال فتيلها، ونحن نتتبع الأخبار والتحليلات لنعرف الأسباب! لكننا لم نكن أحسن من «حنين» الذي ورد اسمه في المثل العربي المشهور الذي يضرب عند اليأس وخيبة الأمل! وخرجنا بنتيجة مفادها أنه لا غاية ولا هدف لهذا الحصار! حصار مثير لأدب الفكاهة والمسرح والضحك، وأدب اليأس والقنوط، أدب الحزن والفزع، حصار عبارة عن تمرد وطغيان وفجور على قطر، على شقيقة الجوار، خشية تطورها وتقدمها وبروزها الإيجابي في كافة المحافل العلمية، حقد وحسد وهواجس مريضة ومخاوف وهمية نفسية مريضة وعلى طريقة أفلام «سيلفستر استالون» الأميركي تم قرصنة وكالة الأنباء القطرية وحصار قطر وحملات الذباب الإلكتروني على قطر وشرفاء قطر، حماقات مجنونة، للمحافظة على العروش، واستنزاف كبير لموارد الأجيال في دول الحصار.
فقراء العقل سادوا في الخليج وأعوانهم من أصحاب الجشع المادي، الذين جعلوا الخليج يئن من هول فسادهم السياسي والإداري والمالي والأخلاقي، دون تقدير للعواقب من قيادات لا تحسن التقدير! حصار دولة قطر وشعبها والتضييق عليه مسرحية داهية وكارثية ومؤلمة وتعيسة! ألفها سفاح ونفذها نطاح ومثلها وسوّقها «سداح مداح» ونتج عنها ضحايا وجراح! وشربوا على عذاباتنا الأقداح!!!! حتى إبليس وقف مذهولاً لخبثهم وغدرهم ومعتقلاتهم وحظائرهم وتفسخهم وأقنعتهم ومواقفهم المخزية لأنها فاقت فنونه! لا شعوب تلك الدول الخليجية تنطق بالحق – إلا من رحم ربك – وهؤلاء إما في السجون أو مهجرين! أما المطبلون فهم بعيدون عن الأزمة تاركين الباحثين عن الخلود في الأرض يقررون لهم ويتكلمون عنهم! وأما الشعوب فلا حول لهم ولا قوة مهددون مخنوقون! إن الباحثين عن الخلود في الأرض قلة مراهقة مغامرة لا تتصف بالرشد السياسي، ولا بالحكمة والإخلاص والمسؤولية! مستغلة صمت الشعوب وخوف الشعوب في فهم الواقع «فيخيطون ويبيطون» في سرقتهم واقحامهم في دوامة من الخلافات المصطنعة والصراعات والنجاسات، وتصنيف الشعب إلى طبقات،!
مصالح الخليج في خطر والمجتمع الدولي لم يستطع حتى الآن الوصول إلى حل للأزمة! قيادات دول الحصار في غيها سائرة، لم تستطع أن تلمس أعماق الشعوب الخليجية المتعطشة لبعضها البعض، وكلهم أمل في حل الأزمة وانتهاء الاشكال حتى لا يدخلوا في دياجير الظلام! إنها طبخة دسمة أعدت لدول الخليج المسمومة من مطابخ دول المؤمرات العالمية، بإشراف بعض أصحاب العروش والكروش، ووزعت الوجبات المسمومة إلى تلك الدول، وقد أكلت بعض دول الخليج الوجبة ووقعت في فخها، فجنت وأجرمت وحاصرت قطر! ظلمت أنفسها وظلمت الشعب القطري! من جراء الطبخ العفن المسموم! الذي غيب العقل فبث في الخليج قيماً وضيعة! وإجراءات قمعية عقيمة! وسلوكيات سخيفة! وأولها مضرة قطر! وقطع ذات البين والأرحام والعلاقات والأنفاس ونتج عنه التشاحن والتباغض والتحاسد والشتايم! وطظ في كل معاني الوحدة والتضامن والخليج الواحد! ولكن وكما قال سمو الأمير حفظه الله «رب ضارة نافعة» ستبقى دولة قطر الكبيرة في مواقفها دائماً وأبداً ومن موقع عزة النفس وكرامتها، وموقع المسؤولية وفيّة محافظة على موازين الأخوة، ملتزمة بالحوار والتهدئة كما أمرنا ديننا وتدعونا إليه قيمنا الأصيلة في مواجهة أي خلاف أو أيام عجاف، واضعة نصب عينيها مصلحة شعبها ومصلحة شعوب الخليج العربي.. كبيرة يا قطر.. وحفظ الله قطر وقيادتها وشعبها من المؤامرات ما ظهر منها وما بطن.. ومن الساقطين التافهين من عناصر المخابرات الخليجية العميلة.. وتقبل الله طاعتكم.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
11/06/2018
1892