+ A
A -
من الطرائف التي قرأتُها مؤخراً:
تقول إحداهنّ: ناقشتُ زوجي بموضوع في تويتر وهو لا يعرفُني
فقال لي: أحترمُ رأيكِ يا راقية، كلك ذوق.
مع أني ناقشتُه بنفس الموضوع في البيت فقالَ لي: انطمي ونامي!
وعلى سيرةِ الطرائف فإني أحبُّها كثيراً، وهذا الحُبُّ دفعني لتأليف كتابي طرائف العرب الذي جمعتُه مما يقارب ستين كتاباً من أمهات كتب التراثِ والأخبارِ والأدبِ، فجاء في ما يزيد على الألفي صفحة، ورغم هذا فإنّ الذين لا يعرفونني عن قرب يعتقدون أني إنسان كئيب! أما الذين يعرفونني عن قربٍ فعلى يقين من هذا!
وبالعودة إلى الطرفةِ التي بدأتُ بها... يتفق الناس على أن الطرائف والمزاح يحمل في طياتِه شيئاً من الجد! ولا أعرف من هو الذي قال: إذا أردتَ أن تعرف مما يخافه شعبٌ فانظر إلى الأشياء التي يسخر منها!
وقد حاولتُ البحث في غوغل عن صاحب القول، ولكن الشيخ غوغل لم يُفتِني بها، وأضاع عليَّ فرصة ذهبية لإثبات أني مثقف وأحفظ المقولات التي أسطو عليها في مقالاتي مع أسماء قائليها، وأمر الله من سَعة!
برأيي - الصائب طبعاً- أن قلة من الناس هم من يظهرون في مواقعِ التواصل الاجتماعي بالوجه الحقيقي الذي يحملونه في حياتهم الحقيقية، وإن كانت طرفة الزوجة مع زوجها مُختَلَقَة، إلا أن أمثالها يحدثُ كثيراً، يحدث أن يوزع أحدهم ورد العالم الالكتروني كله على من تكتب له تعليقاً وهو طوال حياته كلها لم يُهدِ زوجته وردة! ويحدث أن يكتب أحدهم مقالاً عن حرية التعبيرِ وهو في بيتِه كفرعون في أهل مصر، لا يُريهم إلا ما يرى! وكثيرون من أهم دعاة الحرية وبناء الشخصية تُسيِّرهم زوجاتهم بالريموت كونترول!
على أنّ هناك وجهاً الكترونياً غير هذا الذي تحدثنا عنه، فإن كان البعض يُخفون وجوههم الحياتية القبيحة خلف معرّفات ووجوه الكترونية جميلة، فإن البعض على العكس من هذا تماماً، هناك أشخاص جبناء، لو مرَّ أحدهم بجانب شرطي السير ترتجف ركبتاه وتصطك أسنانه يريدُ من الناس أن يتظاهروا في الشوارع، والتظاهر في الشوارع ليس خطيئة بالمناسبة، وهو حق من حقوق الإنسان في التعبيرِ عن رفضِهِ لواقعٍ مزرٍ! ولكن الخطيئة أن يتبطحَ أحدهم تحت المكيف، بيده كوب شاي، ويبدأ بتصنيف الناس، فلان وطني، فلان خائن، فلان عميل، وهو كالهرِ الأليفِ أمام مديره في العمل! في كل بلادنا العربية هناك أخطاء لو أردنا التحدثَ عنها لما وسعتها كل مفردات اللغةِ العربية، وحين يُقرر أحدهم الصمت، على مبدأ اسكت تسلم، وهو مبدأ لا مشكلة عندي فيه، لأني أعرفُ أن قائل رأيه غير آمن على نفسه، ولكن جَرِّب أن تكتب منشوراً فيه فكرة ليستْ على هواه ليُخرج لكَ الإنسان المريض المكبوت في داخله، ويمارس معك شخصية سيد الشهداء حتى ليبدو أنه يأمُرك وينهاك ويطلب الشهادة!
الفكرة في كل هذا، ليس كل دعاة الإسلام الاكترونيين دعاة حقاً في حياتهم، وليس كل دعاة الحريةِ يمنحون الحرية لمن حولهم في أن ينتقدوهم، أو يُعبِّروا عن آرائهم بطلاقة، كثيرون من الذين يحاضرون بكم عن اخلاق الزوجية، هم أزواج فاشلون وزوجات فاشلات، ولكن المرء يتعامل مع الموضوع على مبدأ: خُذ القول ودع القائل! ثم إنه لأمر جيد أن يُخبر الإنسان الآخرين بالصواب وإن لم يكن يفعله!
المهم أنتم لا تنخدعوا وجوه مواقع التواصل ليست دوما وجوه الحياة!
بقلم:أدهم الشرقاوي
تقول إحداهنّ: ناقشتُ زوجي بموضوع في تويتر وهو لا يعرفُني
فقال لي: أحترمُ رأيكِ يا راقية، كلك ذوق.
مع أني ناقشتُه بنفس الموضوع في البيت فقالَ لي: انطمي ونامي!
وعلى سيرةِ الطرائف فإني أحبُّها كثيراً، وهذا الحُبُّ دفعني لتأليف كتابي طرائف العرب الذي جمعتُه مما يقارب ستين كتاباً من أمهات كتب التراثِ والأخبارِ والأدبِ، فجاء في ما يزيد على الألفي صفحة، ورغم هذا فإنّ الذين لا يعرفونني عن قرب يعتقدون أني إنسان كئيب! أما الذين يعرفونني عن قربٍ فعلى يقين من هذا!
وبالعودة إلى الطرفةِ التي بدأتُ بها... يتفق الناس على أن الطرائف والمزاح يحمل في طياتِه شيئاً من الجد! ولا أعرف من هو الذي قال: إذا أردتَ أن تعرف مما يخافه شعبٌ فانظر إلى الأشياء التي يسخر منها!
وقد حاولتُ البحث في غوغل عن صاحب القول، ولكن الشيخ غوغل لم يُفتِني بها، وأضاع عليَّ فرصة ذهبية لإثبات أني مثقف وأحفظ المقولات التي أسطو عليها في مقالاتي مع أسماء قائليها، وأمر الله من سَعة!
برأيي - الصائب طبعاً- أن قلة من الناس هم من يظهرون في مواقعِ التواصل الاجتماعي بالوجه الحقيقي الذي يحملونه في حياتهم الحقيقية، وإن كانت طرفة الزوجة مع زوجها مُختَلَقَة، إلا أن أمثالها يحدثُ كثيراً، يحدث أن يوزع أحدهم ورد العالم الالكتروني كله على من تكتب له تعليقاً وهو طوال حياته كلها لم يُهدِ زوجته وردة! ويحدث أن يكتب أحدهم مقالاً عن حرية التعبيرِ وهو في بيتِه كفرعون في أهل مصر، لا يُريهم إلا ما يرى! وكثيرون من أهم دعاة الحرية وبناء الشخصية تُسيِّرهم زوجاتهم بالريموت كونترول!
على أنّ هناك وجهاً الكترونياً غير هذا الذي تحدثنا عنه، فإن كان البعض يُخفون وجوههم الحياتية القبيحة خلف معرّفات ووجوه الكترونية جميلة، فإن البعض على العكس من هذا تماماً، هناك أشخاص جبناء، لو مرَّ أحدهم بجانب شرطي السير ترتجف ركبتاه وتصطك أسنانه يريدُ من الناس أن يتظاهروا في الشوارع، والتظاهر في الشوارع ليس خطيئة بالمناسبة، وهو حق من حقوق الإنسان في التعبيرِ عن رفضِهِ لواقعٍ مزرٍ! ولكن الخطيئة أن يتبطحَ أحدهم تحت المكيف، بيده كوب شاي، ويبدأ بتصنيف الناس، فلان وطني، فلان خائن، فلان عميل، وهو كالهرِ الأليفِ أمام مديره في العمل! في كل بلادنا العربية هناك أخطاء لو أردنا التحدثَ عنها لما وسعتها كل مفردات اللغةِ العربية، وحين يُقرر أحدهم الصمت، على مبدأ اسكت تسلم، وهو مبدأ لا مشكلة عندي فيه، لأني أعرفُ أن قائل رأيه غير آمن على نفسه، ولكن جَرِّب أن تكتب منشوراً فيه فكرة ليستْ على هواه ليُخرج لكَ الإنسان المريض المكبوت في داخله، ويمارس معك شخصية سيد الشهداء حتى ليبدو أنه يأمُرك وينهاك ويطلب الشهادة!
الفكرة في كل هذا، ليس كل دعاة الإسلام الاكترونيين دعاة حقاً في حياتهم، وليس كل دعاة الحريةِ يمنحون الحرية لمن حولهم في أن ينتقدوهم، أو يُعبِّروا عن آرائهم بطلاقة، كثيرون من الذين يحاضرون بكم عن اخلاق الزوجية، هم أزواج فاشلون وزوجات فاشلات، ولكن المرء يتعامل مع الموضوع على مبدأ: خُذ القول ودع القائل! ثم إنه لأمر جيد أن يُخبر الإنسان الآخرين بالصواب وإن لم يكن يفعله!
المهم أنتم لا تنخدعوا وجوه مواقع التواصل ليست دوما وجوه الحياة!
بقلم:أدهم الشرقاوي