+ A
A -
ونحن على مقاعد الدراسة كنا نقرأ عن صرخة تلك المرأة العربية التي صرخت في عمورية «وامعتصماه» فهب لنجدتها وقتها خليفة المسلمين المسؤول عن حال المسلمين، اليوم نحن على الفضائيات العربية نسمع الصرخات وأنين الألم من النساء والأطفال والرجال وضحايا الحروب العبثية! والمسؤول العربي «عمك أصمخ»! الحروب العبثية دمرت الوطن العربي! ولا أحد يهب ليردع العابثين! عصابات وانتهاكات وقصف وقتل وترويع! والمواطن العربي يعيش المأساة تلو المأساة والمشاهد المروعة والجحيم! والصرخات المذبوحة تتعالى من هنا وهناك لتستنهض همم ملوك المسلمين وولاة عهودهم وخلفاء المسلمين وتستصرخ النخوة في نفوسهم المستكينة ولكن المسؤول العربي «عمك أصمخ»! لا أحد يرد على الصرخات! فالمسؤول العربي مشغول بكأس العالم! وآخر اهتماماته نصرة المحزونين! والإفراج عن المعتقلين ظلماً! رغد العيش للمسؤول ولحاشيته والبؤس والفقر والمعاناة للشعوب المقهورة! نحن نستغرب صمت المسؤول المريب في ما يجري في فلسطين واليمن! من قتل وتدمير وانتهاكات! وتباكيه بكل وقاحة على شاشات الفضائيات على خسارته بنتيجة مباراة! صرخات المظلومين تأتي في المرتبة الرابعة أو الخامسة في اهتمامات المسؤول العربي! صرخات الألم مما يحدث في اليمن وسوريا من قتل والخليج من حصار ومقاطعة وقطع للأرحام من أجل ماذا؟ من أجل لا شيء! وقريباً سيصرخ المسؤول العربي نفسه على ضياع أمنه واستقراره! لأن بالظلم والتعسف وسياسة الغصب تزول النعم مصداقاً لقوله تعالى «وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ» هود، الآية 113.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
17/06/2018
1609