+ A
A -
يمكن القول ان مستقبلا جديدا لموازين القوى في العالم قد بدأ بنجاح قمة سنغافورا بين الرئيس الأميركي ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون، وهو ما من شأنه الإسهام في تأكيد انتقال مركز الثقل الحضاري والاقتصادي بالعالم إلى جنوب شرق آسيا، كما يمكن القول انه لم يعد مستبعدا توحيد شطري شبه الجزيرة الكورية ليكون ذلك نسخة آسيوية لتوحيد شطري المانيا في القارة العجوز البيضاء، ولتكون كوريا الموحدة أكبر من نمر اقتصادي جديد، قد يحرز موقعا اقتصاديا يناهز الموقع الذي تشكله اليابان في هرم الاقتصاد الدولي.
انطلاق العملاق الكوري الجديد ربما جزء رئيسي وهام في مخطط حصار الصين وتعويم قدامى حلفائها بالمنطقة بعيدا عنها، واستقطاب الهند، وتفريغ منطقة جنوب شرق آسيا من القوى العسكرية المؤثرة، لتجد الولايات المتحدة فراغا مهيئا لها لتلعب دور شرطي منطقة خالية من الجيوش القوية
الرئيس الأميركي ترامب لم يكترث لاحباطه حضور قمة الاغنياء السبعة في كندا، على حد وصف انجيلا ميركل مستشارة المانيا لما تسببه ترامب لحلفائه بهذه القمة التي منيت بفشل ذريع، لانه أيقن ان نجاحه ودخوله التاريخ، وربما حصوله على جائزة نوبل للسلام، سيكون في قمته الثنائية بسنغافورا مع الزعيم الكوري الشمالي التي شدت انظار العالم رغم بعض نتائجها المبهمة، وعاد ترامب إلى بلاده عودة الفاتحين وابطال الغزوات، ليخرس منتقديه قي الداخل، ولتزداد فرص بقائه في البيت الابيض لفترة رئاسية ثانية.
لكل ذلك يتعين على القارة العجوز البيضاء ان تمعن التفكير في واقع تعيشه حاليا، خرجت فيه بريطانيا من الاتحاد الاوروبي بالبريكست، وها هو الحليف الاكبر الأميركي له هوى آسيوي وفرض جمارك على صادرات اقرب الحلفاء والجيران من الصلب والألومنيوم.
بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
18/06/2018
1599