+ A
A -
قررت الكوريتان الجنوبية والشمالية المشاركة بمنتخبات موحدة في بعض الرياضات ضمن دورة الألعاب الآسيوية الثامنة عشرة التي تستضيفها إندونيسيا في أغسطس المقبل، وقد جاء القرار في اطار التقارب بينهما الذي بدأ ابان استضافة كوريا الجنوبية لدورة الالعاب الأولمبية الشتوية بداية العام الحالي.
للوهلة الأولى، قد يبدو هذا القرار غير مهم بالمرة، على اعتبار أن المطلوب شيء أعمق من ذلك، يشمل القضايا الاقتصادية والسياسية، ومع ذلك فهو خطوة يمكن أن تكون كبيرة، إذا ما بقي التعاون الرياضي في منأى عن أي خلاف يمكن أن يطرأ مستقبلا على الصعيد السياسي.
الرياضة أداة لجمع الشعوب والتقريب بينها، وهي مجموعة من قيم الصدق والنزاهة والتواضع يحتاجها العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى لمد جسور التواصل والتعاون.
الخلافات السياسية بين الدول الأوروبية لا تؤثر على التعاون في القضايا الاقتصادية والاجتماعية والرياضية، وكثير غيرها، لكنها في دول أخرى هي القشة التي كثيرا ما قصمت ظهر التعاون في كل مجال.
عام «2003» تم إنشاء مجمع كايسونغ الصناعي في كوريا الشمالية، وهو مشروع استثمار مشترك مع كوريا الجنوبية، وبدأ العمل به في العام التالي، بمشاركة «123» شركة من كوريا الجنوبية و50.000 عامل من كوريا الشمالية.
في «2016» تم تعليق العمل في هذا المجمع نتيجة الخلافات السياسية، لينتهي رمز من رموز التعاون بين الكوريتين.
الألعاب الآسيوية في إندونيسيا باتت على الأبواب، والتطبيع الرياضي بين الكوريتين يشكل فرصة حقيقية للمضي في طريق التطبيع السياسي والاقتصادي، لكن التجارب السابقة لا تشجع على التفاؤل، وكل شيء رهن بما ستؤول إليه أيام العسل الحالية، وهي وإن كانت مشجعة، إلا أن كلمة السر مازالت للأسف الشديد بيد دول أخرى تستعمل المسألة الكورية برمتها ورقة من أوراق الضغط في إطار صراعات أخرى يشعلها «الكبار» ويدفع ثمنها آخرون لا ناقة لهم بها ولا جمل.

بقلم : حسان يونس
copy short url   نسخ
21/06/2018
1860