+ A
A -
يخرج من القضايا كما تسحب الشعرة من العجين.. وينجو من الحساب والعقاب.. معتمدا على ان «القانون لا يحمي المغفلين» فهو يرى كل من يقبل مشاركته بناء على كلام أو شيك مغفلا.. ضحاياه الذين تعدوا العشرين تنوعت جنسياتهم. فهذا أردني. وآخر مصري وتلك كندية وهذه أميركية.. و... و... وآخر ضحاياه وهي الضحية الكبرى شابة عربية من شمال افريقيا.. حاصلة على ماجستير وتحمل جنسية اجنبية.. ووالدها رجل معروف ومشهور.. ولا زال يعطي.. ضحيته هذه كانت تعمل في مكان مرموق.. فتقدم إليها بصفته رجلا مستثمرا.. وأنه صديق رئيس المؤسسة التي تعمل فيها، وأنه يسهر معه ويسافر معه.. وحين علم ان جنسيتها اجنبية.. وبزواجه منها سوف يتحقق له أمله في الحصول على الجواز الأوروبي دون ان يهاجر على سطح البحر في قارب محفوف المخاطر.. وحصد ارواح العشرات.. من ابناء جلدته الفارين من ظلم الاسد.. سال لعابه، فبدأ يلف حولها.. يقبل خطوها على الارض.. يفرش لها الطريق بالورد.. يرتدي زي وطنها.. يدعوها لأفخم الفنادق يركب أفخر السيارات.. فقدمته لأهلها.. رجل أعمال ومستثمر.. وقبل الزفاف.. رسم خطته وبهر أسرة زوجته بادعائه انه مستثمر وأنه يريد أن يطور أموال أسرته، فقدموا له المبالغ التي طلبها دون أن يكتبها أو يكتبوها عملا بقوله سبحانه وتعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً.
بعد أن حصل على المبالغ واطمأن على أنه أوقع أهل زوجته أقام حفل زواج فاخرا في فندق فاخر واستأجر شقة فاخرة في منطقة برجوازية فاخرة.. وحين أراد أن يذهب لشهر عسل ادعى أن بطاقات الائتمان نفدت فتولت العروس الصرف.. حملت الزوجة.. وأنجبت مولودا. في مستشفى خاص عجز عن سداد رسوم العلاج.. ودفعت أسرة الزوجة التي بدأت تتحقق من شخصية هذا المدعي الذي تبين أنه ليس مستثمرا.. وتكشف الأوراق الرسمية القضايا المرفوعة ضده شيكات بلا رصد.. وإتيان فعل فاضح.. وتهديد مواطنات أميركية وكندية إن قدمن الشيكات بلا رصيد للشرطة.
الرجل قال لزوجته.. أنا كذبت عليك.. وحياتي كلها كذب في كذب.. فغادرت المستشفى مع وليدها إلى بيت أهلها.. وقررت خلعه.. لكنه أصر على عدم تطليقها.
هذا الرجل الذي يعتبر من الأخطار التي تواجه المجتمعات حر طليق.. لأنه قادر على التهرب من القضايا بطرق تجنبه المساءلة القانونية.
وكم من ضحية ستقع في حبائله إن بقي خارج القضبان...
هذا النصاب وأمثاله حتى وإن سددوا ما عليهم من مبالغ بطرق التوائية.. عناصر يجب اجتثاثها من المجتمع.
كلمة مباحة
والسِّرُّ فاكتمهُ ولا تنطـقْ بـهِ
إنَّ الزجاجةَ كسرُها لا يُشعَبُ

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
23/06/2018
2393