+ A
A -
في جلسة حوارية أثناء اجازة سريعة إلى العاصمة الأردنية عمان تناولت «الشطارة القطرية» في مواجهة حصار المؤمرة ( الرباعية).. تحدثت فيها عن قطر بين أمس واليوم.. وتناولت عددا من النماذج منها مطار الدوحة، يوم دخولي إلى قطر بتاريخ 31 يوليو 1995 وعن مطار حمد الدولي الذي استخدمته في سفرتي بتاريخ 31 مايو 2018.. وعن ميناء الدوحة عام 1995 وميناء حمد 2018 وعن رأس لفان بين عام وعام، عن الرويس والشمال وأبوظلوف عن الخور والذخيرة وسميسمة والظعاين عن الشحانية والجميلية والعطورية عن الوكرة والوكير ومسيعيد عن الفنادق والأبراج عن حضارة تعانق السماء، عن الصناعة القطرية عن المدينة التعليمية عن الجامعات العالمية عن التفوق في المؤشرات التعليمية عن التقدم في الشفافية.عن القوة الناعمة في الاعلام والحزيرة مثالا.. كان هناك خليجيون وعرب من دول الحصار أجزم أنهم جميعا كانوا يصدقون الرواية، فهم يعلمون أن راتب الخريج الجامعي القطري الجديد يصل إلى 50 ألف ريال شهريا ولن يصل إليه راتب مدير عام بخبرة 40 سنة.. كانوا يقولون نعم في قلوبهم، لكنهم يخشون التعاطف خوفاً من العقوبة المغلظة.. فالصمت منطق يهدي النفوس إلى الحقيقة وما اكثر الصامتين.
منتصر لدولة خليجية، ويحمل جنسيتها.. سألني وهل انت تمثل قطر.. وهل عينوك ناطقا باسمها؟.. أجبت ان صاحب السمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد حفظه الله ورعاه قال (اصبح كل مواطن ومقيم على ارض قطر ناطقا باسم قطر) كان هذا في أول خطاب رسمي لسموه بعد الحصار في التاسع عشر من يوليو2017.. ويشرفني، ويشرف كل من يقيم في قطر هذا التكليف من رجل يحيي صمود الجميع مواطنين ومقيمين.. رجل يمد يده البيضاء لكل المضيومين في العالم، من غزة إلى جنوب لبنان ابى سوريا إلى بورما.. رجل بلاده تخطط لتعليم ملايين الأطفال وتوفير ملايين الوظائف.. قلت: هل عمرو موسى ناطق باسم قطر، وهو ابن النظام وصانع النظام في مصر والذي أحرج في مقابلة تليفزيونية وائل الابراشي أحد الإعلاميين الأشد عداء لدولة قطر عندما وصف القطريين بأنهم (شطار).
نعم عمرو موسى رفع قبعته لدولة قطر.. وعمر واحد من اقوى وزراء خارجية مصر. وكان يمكن أن يكون له شأن لو لم يبعده نظام مبارك عن رئاسة الدبلوماسية وتعيينه (سكرتير) أو أمين عام لجامعة الدول العربية.. وكان يرى ويسمع ويقرأ ويشاهد قوة الحضور القطري في الجامعة بل بات يقدم قطر على نفسه في أي لقاء دولي.. واسمع واقرأ جيدا عمرو موسى لتعرف حقيقة قطر الصغيرة في عيون أعدائها والكبيرة وبحجم العالم العربي كله في عيون محبيها ومن عرفوها ودرسوها.. وعايشوها.. وشرفت بهذا الحب والمعرفة والمعايشة والدراسة بحكم عمل اسند إلى يتطلب البحث عن الحقيقة.. فوجدت أرضاً طيبة وشعباً كريماً شاكراً لله أنعمه وشاطرا في إدارة شؤونه.
عمرو موسى الأمين العام السابق لـ«جامعة الدول العربية»، قالها وبلا خوف أو وجل في وجه الابراشي، وعلى الملأ الذين كانوا ينتظرون فتح النار على هذا البلد الآمن في قناة دريم نعم وأكد قوله «قطر شطار وأحسنوا استخدام أموالهم وأصبحت قوة تناطح كبار دول المنطقة».
قطر اقامت قوة ناعمة (الجزيرة) أزعجت الطغاة أمثال مبارك التي وصفها بعلبة الكبريت زين العابدين وغيرهما «قطر استخدمت المال في شراء الأملاك، واشترت في كل مكان، أشهر المجمعات في لندن باتت قطرية، وفي مصر أيضاً مجمعاً على النيل، واشتروا مجموعة (هارودز) في بريطانيا، وهم يحسنون استخدام أموالهم، الأمر اللي مكنهم انهم يصبحوا مقبولين في المجتمعات الدولية وده أصبح مصدر قوة قطر حتى الآن».
وكان عمرو منصفاً وعلى العهد به صادقا حين حاول الابراشي توجيه موسى للهجوم على قطر، متسائلاً «بس الدور اللي بتلعبوا قطر وتناطح دولا كبيرة مثل مصر مش ده بأوامر أميركية؟» فرد موسى «لا هي قطعاً رغبة قطرية وقوبلت بالترحيب من العالم، هم حاضرون في المجتمعات الغربية، واشتروا في باريس وكل مكان في أوروبا، وتفاوض الدول بالمساهمة في تطوير اقتصاداتهم».
عمرو كان صادقا حين قال «أنا أعرف لما كان أمير قطر أو رئيس الوزراء يطلب لقاء مسؤول أو رؤساء غربيين وأحد آخر يطلب كانت الأولوية لقطر... لأنهم كانوا مش بيقولوا إن إحنا هنشتري بس لأ، كانوا بيقولوا عاوزين نعمل ونشوف ويتوافقوا معهم».
نعم قطر دولة شاطرة وبتلعب سياسة صح وتدير اقتصاد بذكاء..هنا لم يحتمل المنتصر للحصار القول فانتفض من مكانه، وكشف عن ساقيه وولى مدبرا واجزم انه خرج مصدقا لما سمع، خائفا من إعلان التأييد ويكون الجزاء.. الحرمان من الحج والعمرة وحرمان عطف مستشار وجد في الذباب الالكتروني وسيلته لمناطحة قطر الصغيرة الكبيرة..
كلمة مباحة
هذه كلمة.. والكلمة امانة ولهذا اقف إجلالا لقول مباح:
وارعَ الأمانةَ والخيانةَ فاجتنبْ
واعدِلْ ولا تظلمْ يَطبْ لكَ مكسب.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
24/06/2018
1576