+ A
A -
إغفال المجتمع الدولي لآليات المحاسبة لمجرمي الحرب، وتجاهله المستمر لردع الطغاة، قاتلي شعوبهم، والجالسين على مقاعد الحكم عنوة على انقاض وطنهم وجثث الشعب، يزيد بالضرورة من عنجهية الطغاة ومصاصي الدماء، خصوصا بعد رواج حالات الإفلات من العقاب. ويمثل اخفاق المجتمع الدولي في حماية المدنيين السوريين، وفي مساءلة ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات والجرائم بحق الشعب السوري، عاملا محفزا لقتل الشعوب بدم بارد، وقصف المناوئين لسياسات السفاح بالأسلحة المحرمة دوليا، وهو ما ظهر جليا في الايام الماضية عقب رفض نظام الرئيس السوري بشار الاسد دخول وفد أممي للتحقيق حول الجرائم المرتكبة بحق الشعب.. هذه الخطوة الرعناء من نظام بشار لم تكن لتتكرر مرات ومرات اذا لم يخفق المجتمع الدولي في لجم السفاح.
إدانة دولة قطر لمنع السلطات السورية، لجنة التحقيق الدولية المستقلة، من الدخول إلى البلاد، تؤكد وقوف قطر مع المظلومين في كل مكان وتشير إلى عنايتها الكبيرة بأهمية تفعيل آليات العقاب للسفاحين وقاتلي الشعوب، لذا فان صحوة الضمير الدولي وتفعيله للمحاسبة هو السبيل الامثل لوقف القصف العشوائي الواسع النطاق والمنهجي للمناطق والمرافق المدنية المأهولة والمستشفيات بسوريا، كما تمثل الدعوة القطرية للمجتمع الدولي بضرورة تقصي الحقائق ومحاسبة الجناة، وسيلة مثلى لمنع استخدام سياسة التجويع والحصار كعقاب جماعي، والتشريد القسري للسكان من مدنهم، والحرمان المستمر من المساعدات الانسانية والغذاء والدواء للمدنيين المحاصرين.
التحذير القطري للمجتمع الدولي من وقوع جرائم اخرى، على غرار كيماوي الغوطة والقصف العشوائي للمدنيين، يدل على اهتمام قطر بالشعب السوري الشقيق، بسعيها المستمر لمحاسبة المسؤولين عن ارتكاب الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان وتقديمهم للعدالة الجنائية، بما يمهد الطريق للتوصل إلى حل سياسي للأزمة، تلبية للطموحات والمطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والكرامة والعدالة.
بقلم : رأي الوطن
copy short url   نسخ
27/06/2018
735