+ A
A -
بعد أن انجلى الغبار عن معمعة الاختبارات وضجيجها الإعلامي وضغوطاتها النفسية والعصبية، يمكننا اليوم أن نقول للناجحين مبروك، وللمتعثرين أمامكم الفرصة سانحة في الدور الثاني لتحقيق أحلامكم، والوصول للغاية والمنشود بقليل من الصبر والجد والهمة والعزيمة، ويمكننا أن نناقش القضية بشيء من الهدوء وراحة البال، فقط أن يتجاوز الطالب المحنة واليأس ويحولها إلى منحة وبس، ونقول للطالب الذي لم يوفق لا تيأس إن تعثرت بمادة أو مادتين أو ثلاث أو رجعت خطوة إلى الوراء، فالسهم يحتاج أن ترجعه للوراء لينطلق بقوة إلى الأمام.
فإذا كان النجاح والتكريم الجائزة التي يفوز بها من اجتهد وتفوق على مدار العام الدراسي في تحصيل الدروس، والاستذكار أولاً بأول، فالرسوب والتعثر أو عدم اجتياز الامتحانات بنجاح، ليس نهاية المطاف، فالفرصة في الدور الثاني سانحة، ومعاودة الكرة من جديد، مع التصميم والإرادة في إثبات الذات، وسد الثغرات، وترميم النفسيات، يأتي بالتميز من جديد، الحياة ليست نجاحا فقط ولكن هناك نجاح وهناك فشل وتعثر وقصور وسقوط ووقوف وهكذا، لاسيما مع اقتناع المرء التام بأنه لايزال هناك غد مقبل، وآمال في الآفاق، وأمنيات ستتحقق.
إن الإخفاق قد يكون نتاج ظروف طارئة، تعرض لها الطالب أو الطالبة خلال فترة الامتحانات أو الأيام السابقة عليها، وبالتالي فالتعثر في كل الأحوال بمثابة بداية جديدة لمراجعة الذات، والوقوف على الأخطاء، والسعي بجدية تامة لتصحيحها ومعاودة النجاح.
على وسائل الإعلام والاختصاصيين الاجتماعيين ورجالات التعليم مثل احتفالهم بالناجحين والمتفوقين وتكريمهم، الالتفات للمتعثرين واحتوائهم ورفع معنوياتهم، شحذهم وتشجيعهم للدور الثاني، فالفشل أحياناً يعلم صاحبه ويكسبه خبرة وتجربة بحيث لا يكرر الخطأ ويتذوقه مجدداً.
وإذا كانت نتيجة الاختبار دائماً وعادة تعبر عن الجهد الذي بذل خلال العام، أيضاً يجب أن نسلم بحقيقة ثانية وهي أن النتيجة ليست المعيار الحقيقي لإمكانات وقدرات الطالب، فكثيراً ما تتدخل الظروف والعوامل المحيطة، لتتسبب في حدوث حالة نفسية أو عضوية تؤدي إلى التقصير أو عدم تحقيق المطلوب.
إن الفشل أو التعثر في تحقيق النجاح المطلوب ليس نهاية المطاف، فكثير من الناجحين، والعظماء، والمشاهير الذين حققوا الكثير من الإنجازات، ولمعت أسماؤهم، كانوا ممن تعرضوا إلى كثير من الإخفاقات، والهزات، والنتائج السلبية، لكنهم استطاعوا تحويل الفشل والإحباط إلى عوامل دافعة وإيجابية لتعديل مساراتهم في الحياة، وكان الفشل دافعاً لهم في تطوير قدراتهم، وتحسين أدائهم لتحقيق النجاح المطلوب، فالله الله بطلابنا المتعثرين للبدء من جديد.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
01/07/2018
6134