+ A
A -
احترم اليابان.. وفكر اليابان، وحزنت لخروجها من المونديال بعد أمل وفوز.. أقرأ كل ما يكتب عربيا عن اليابان وكيف يفكرون.. منذ إعلان إمبراطور اليابان الاستسلام عام 1946 إثر قيام أميركا بعمل لا أخلاقي وإسقاطها قنبلتين ذريتين على مدينتين يابانيتين حولتهما إلى رماد (ناكازاكي وهيروشيما) وبدأ اليابانيون دراسة العالم للتعرف على القصص الناجحة.. فجاء إلينا (نوبواكي نوتوهارا) كاتب وباحث عايش العرب حوالي 40 عاما، وتنقل بين مدنهم المختلفة، حضرها وريفها وخرج بكتاب عام 2003 لخصه الكاتب والروائي الفلسطيني محمود شاهين وسجل انطباعات تلخص كثيرا من الواقع العربي، وما يلي أهمها:
العرب متدينون جدا، وفاسدون جدا

الحكومات لا تعامل الناس بجدية، بل تسخر منهم وتضحك عليهم.

الشعور بالاختناق والتوتر سمة عامة للمجتمعات العربية.. توتر شديد ونظرات عدوانية تملأ الشوارع.

في مجتمع كمجتمعنا- المجتمع الياباني- نضيف حقائق جديدة، بينما يكتفي العربي باستعادة الحقائق التي اكتشفها في الماضي البعيد.

الدين أهم ما يتم تعليمه، لكنه لم يمنع الفساد وتدني قيمة الاحترام.

مشكلة العرب أنهم يعتقدون أن الدين أعطاهم كل العلم.. عرفت شخصا لمدة عشرين عاما، ولم يكن يقرأ إلا القرآن.. بقي هو ذاته، ولم يتغير.

لكي نفهم سلوك الإنسان العربي العادي، علينا أن ننتبه دوما لمفهومي الحلال والحرام.

عقولنا في اليابان عاجزة عن فهم أن يمدح الكاتب السلطة أو أحد أفراد السلطة.. هذا غير موجود لدينا على الإطلاق.. نحن نستغرب ظاهرة مديح الحاكم.

المجتمع العربي مشغول بفكرة النمط الواحد، على غرار الحاكم الواحد، لذلك يحاول الناس أن يوحدوا أفكارهم وملابسهم.

على العرب أن يفهموا التجربة اليابانية، فسيطرة العسكر على الشعب هي سبب دخول البلاد في حروب مجنونة.

السجناء السياسيون في البلاد العربية ضحوا من أجل الشعب، ولكن الشعب نفسه يضحي بأولئك الشجعان.. انعدام حس المسؤولية طاغ في مجتمعاتهم

حين يدمر العرب الممتلكات العامة، فهم يعتقدون أنهم يدمرون ممتلكات الحكومة، لا ممتلكاتهم.

وما زال العرب يستخدمون القمع والتهديد والضرب خلال التعليم، ويسألون متى بدأ القمع..!!

يخضع الراكب العربي لاضطهاد سائق التاكسي، فالسائق يختار الراكب حسب وجهته ولا يقل من لا يعجبه شكله.. هذا لا يحدث في اليابان

الرجل العربي في البيت يلح على تعظيم قيمته، ورفعها إلى السيطرة والزعامة، وفي الحياة العامة يتصرف وفق ميزاته وقدراته ونوع عمله.. هذان الشكلان المتناقضان ينتج عنهما غالبا أنواع شتى من الرياء والخداع والنفاق.

أستغرب لماذا تستعمل كلمة (ديمقراطية) كثيرا في العالم العربي

مفهوما الشرف والعار يسيطران على مفهوم الثقة في مجالات واسعة من الحياة العربية

العرب مورست عليهم العنصرية، ومع هذا فقد شعرت عميقا أنهم يمارسونها ضد بعضهم البعض.

ضيافة العرب فريدة ممتازة..

كتب عن فلسطين: نحن في اليابان عرفنا القضية الفلسطينية عن طريق الغرب، بعدئذ فهمنا أن علينا أن نبحث عن الحقائق بأنفسنا، من المعلوم أن ضوضاء كبيرة أحاطت بالقضية الفلسطينية، بالنسبة لي كان غسان كنفاني هو الصوت الأقوى والأصفى الذي صدقته وسط تلك الضوضاء.. شخصياً كنت في حيرة– ومثلي الكثير من اليابانيين– وبالمصادفة قرأت إنتاج غسان كنفاني القصصي، بعد تلك القراءة شعرت أنني أقف أمام القضية الفلسطينية..

كلمة مباحة
العرب لا يستفيدون من تجاربهم..

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
05/07/2018
2109