+ A
A -
أينما وجد كاتب ساخر، أو رسام كاريكاتير ماهر.. أو مونولوجيست ساهر.. تستطيع أن تدخل إلى عمق المجتمع ومعاناته واحتياجاته.. وتتعرف على قضيته وما تعانيه.
وحقيقة نفتقد في هذا الزمن للكاتب أو الرسام الساخر الذي يستطيع أن يغوص في أعماق المجتمع ليخرج بجملة أو لوحة تغني عن ألف مقال.. ولن أذهب بعيداً؛ فلدينا رسامو كاريكاتير أثروا وأثروا.. وكانت ريشتهم خير من يعبر عما يريد أن يقوله المواطن.. وللأسف كان أكثر القادة، إلا من ألهمهم الله البصيرة وبعد النظر، يعتبرون ذلك عداءً لهم. ويكون الكاتب أو الرسام الضحية..
كان المرحوم ناجي العلي رسام كاريكاتير سياسياً ساخراً بامتياز، وكانت كلماته رصاصاً.. فكلفته الإبعاد.. والقتل في لندن وأحمد مطر كانت لافتاته ثورة.. وأيضاً أُبعد.. ولم يتوقف.. وواصل لافتاته.. لكن!!.. وكان الكاتب المصري المرحوم جلال عامر أكبر مشخص لحالة المجتمع المصري وكانت كلماته «صواريخ أرض أرض».. آثرت أن أفسح لها هذه المساحة؛ لأن «الحالة مازالت هي الخالة».. يقول رحمه الله:
البلد دى فيها ناس عايشة كويس، وناس كويس إنها عايشة.
الجامعة العربية للإنصاف لها «موقف» كبير، يتسع لأكثر من مائة سيارة أمام المبنى.
في مصر لا توجد «محاسبة» إلا في كلية التجارة.
بعد أن حصل على «الليسانس» بدأ في «تحضير» الماجستير، وبعد أن حصل على «الماجستير» بدأ في «تحضير» الشاي للزبائن.
في مصر كل واحد في حال اللي جنبه.
إذا استمرت سرقة الآثار بنفس المعدل فلن يتبقى في مصر إلا آثار الحكيم.
أنا لا أصبغ شعري ولا أعالج التجاعيد لكنني أقاوم الزمن بما هو أكثر من ذلك، فكلما مرضت صممت على الذهاب لطبيب أطفال.
أصبحنا نعالج الدولة على نفقة المواطن.
نربي الكلاب في الشقة والفراخ في المنور والأطفال في الشارع.
اعلم أن المنافقين في الآخرة في الدرك الأسفل من النار، لكنهم في الدنيا في الصفحات الأولى من الصحف والأخبار.
يتوفى الإنسان مرة واحدة في العمر ويموت عدة مرات يومياً في بلد بدأ بـ «اكفل طفلاً ثم اكفل أسرة ثم اكفل قرية وقريباً اكفل وطناً».
استمراراً لظاهرة التدين الشكلي التي تنتشر هذه الأيام، أصبح معظم سائقي التاكسي يشغّلون القرآن ومع ذلك لا يُشغّلون العداد.
معظم الهاربين بفلوسنا، كانوا يقيمون لنا موائد الرحمن.. «وأتاري احنا اللي عازمينهم».
كلمات مباحة
لن أكون في جلباب ناجي ولا جلباب مطر ولا عامر لكن سأكتب بسن الرمح ضد الفاسدين والمنافقين والمتسلقين وإن تكسرت الرماح.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
13/07/2018
1494