+ A
A -
أعتقدُ- واعتقاداتي لا تخيب كما تعلمون-، وأظنُّ والظنُّ وإن كان بعضه إثما فالأبعاض الباقية منه أجر وفراسة! ورحم الله عمر يوم قال: لستُ بالخِب ولكن الخب لا يخدعني! أن قناة العربية لو كانت تغطي الأحداث في أول البعثة الشريفة لقالت عن غزوة بدر: جماعة مارقة من قطاع الطرق أرادت مهاجمة قافلة قريش وعلى خلفية هذه الحادثة خرجت قريش لتدافع عن نفسها، ولكن الإرهابيين كانوا قد جهزوا للمعركة ومن المؤكد أنهم يعملون وفق أجندات خارجية!
وأنها- أي العربية أو العبرية لستُ أدري «إن البقر تشابه علينا»- لو أرادت أن تغطي إجلاء النبي صلى الله عليه وسلم لليهود عن المدينة المنورة لقالت:
جماعة المسلمين تنفذ انقلاباً في المدينة المنورة وتحكم سيطرتها على مقاليد الحكم وتطرد الكثير من المواطنين مهددة السلم الأهلي والعيش المشترك!
في الحقيقة من شاهد الفيلم الذي عرضته قناة العربية منذ أيام عن نكبة فلسطين يعرفُ أنها تغطي الأحداث تماماً كما اعتقدتُ وظننتُ- أثابني الله- أنها كانت ستفعل يوم غزوة بدر ويوم إجلاء اليهود عن المدينة!
المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في فلسطين خلصت قناة العربية أنها لم تكن إلا دفاعاً عن النفس، فالسبب وراء مجزرة دير ياسين أن ستة جنود إسرائيليين جاؤوا إلى القرية فقام السكان بقتلهم فانتقمت لهم الهاغانا! لم تسأل قناة العربية نفسها: ماذا يفعل جنود إسرائيليون في فلسطين، وبأي حق أتوا؟!
ولم تخبرنا ماذا كان على سكان القرية أن يفعلوا بجنود احتلوا أرضهم غير ما فعلوه بهم!
إذا أردتم أن تتصهينوا فهذا شأنكم ولكن لا تنتقدوا الآخرين لأنهم ليسوا ديوثين!
وإذا أردتم أن تغازلوا إسرائيل فهذا شأنكم ولكن أن تبرروا المجازر بالدفاع عن النفس في حين أن النفس أساساً ليس لها حق في الوجود حيث تواجدت!
فهذا اشتراك في المجزرة لأن تبرير القتل اشتراك فيه بكل بساطة!
والحديث- وفقاً لما جاء في الفيلم- عن اضطهاد العرب والبشرية لليهود قبل قيام إسرائيل وعلى أنه مبرر لما قام به اليهود بعد إنشاء دولتهم فوق أنه دياثة وانبطاح واستجداء للتطبيع هو منطق أعوج وسقيم فكون هتلر قد أحرق اليهود فهذا لا يبرر لليهود إحراق غيرهم من الشعوب، فالمنطق يقول إن الذي عانى من الظلم من المفترض أن يكون أكثر الناس حساسية ضده، فالرجل الذي لم يلقَ رعاية واهتماماً من أبيه وهو صغير لا يحق له أن يهمل أبناءه بعد أن صار أباً لأن معاقبة الآخرين في حاضر يعيشوه بناءً على ماضٍ أنتَ عشته هو مرض نفسي وسادية مقيتة!
وفي حين لم ترَ قناة العربية الجنود الإسرائيليين جنود غزو واحتلال، كما لم يرد في التقرير! قالت عن جيش الانقاذ العربي بأنه جيوش غازية!
هذه القناة تثبت يوماً بعد يوم أنها تشبه المسجد الضرار الذي أقامه المنافقون في المدينة، الظاهر منه أنه لله ولعبادته، وحقيقته شق صف الأمة، ودس السم في طعامها، وإيهان روحها وعزيمتها، وقتل آخر ذرة كرامة ورفض للاحتلال فيها!
فيا أيتها العبرية بمموليها وإدارييها وراسمي سياستها أنفقوا ما شئتم من أموال، فستكون عليكم حسرة! والشمس لا يمكن تغطيتها بغربال!
بقلم : أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
17/07/2018
3147