+ A
A -

اتصلت به من قريب، رد كعادته وهو يرتشف كوب الكابتشينو المغرم به في أحد الفنادق، بعد السلامات والتحيات والديباجات والمقدمات، سألته عن إجازته، وأين سيقضيها؟ قال: لا تحلو لي الإجازة إلا في الدوحة، موطن الجمال والدلال والبهاء والنقاء والأمان كله والحمد لله، يقول أستيقظ وأمارس شعائري الدينية ورياضتي المجانية «المشي» وأتناول إفطاري اللذيذ، ثم أتوجه إلى عملي بنفس رضية، أنجز المهام، والتكاليف الإدارية والروتينية، ثم أعود وأتناول وجبة الغداء، آخذ قيلولتي، ثم أخرج للتنزه، وقضاء ما يلزم، حتى حر الصيف الذي يصفه البعض بالعذاب والـ«أوهية» شديدة الحرارة التي– كما يقولون– تؤثر في البشر والشجر والمدر والوبر على قلبي كالعسل سونا طبيعية لا تحتاج إلى رسوم أو اشتراك، أجلس كعادتي في أحد لوبيات- جمع لوبي- الفنادق أو أحد المولات الكثيرة والكبيرة والرائعة في الدوحة وأرتشف كوبي المفضل من الكابتشينو، وأنا أقرأ جرائد الصباح، بداية بالوطن ورايته ومروراً بالشرق المشرقة وانتهاء بأخبار العرب حتى يكون الختام مسكا وعنبرا وكله تمام، يقول: عندنا كل شيء في قطر المولات والفنادق والقطاعات السياحية المتعددة والفعاليات والمهرجانات والخدمات الراقية عندنا الآثار وكتارا واللؤلؤة وسباير وسوق واقف، عندنا الساحات والمساجد والمطارات والمسرح والفنون والمنتجعات والشاليهات لا ينقصنا شيء، يقول: استمتاعي بالإجازة في بلدي ترويج للسياحة الداخلية والمفروض أن وسائل إعلامنا المختلفة تسوق لهذه السياحة الداخلية وتشجع المواطنين عليها وتبين لهم مواطن الجمال فيها وجذب سياح الدول المجاورة والآخرين إليها، يقول: إن تعزيز السياحة الداخلية واجبي وواجبك وواجب كل من ينتمي إلى هذه الأرض وواجب الإعلام والقائمين على السياحة في البلد الذين أراهم لا يألون جهداً في مساعيهم الخيرة لتنشيط السياحة الداخلية، يقول: السياحة الداخلية استثمار للأموال في البلد بدل استثمارها في دول أخرى، يقول إن تحويلات العمالة والوافدين في قطر وصلت أكثر من 23 مليار دولار هذا غير التحويلات غير الرسمية، فلماذا نزيد الطين بلة، (ولا ندع دهنا في مكبتنا!)- مثل خليجي- علماً بأن التحويلات تشكل استنزافاً للمزيد من موارد أي دولة! يقول: نحن جزء من المجتمع وعضو فعال في تنميته وازدهاره وتطويره فالوطن لنا هو الأصل ونحن امتداد للوطن، الوطن لا يقدر بثمن والمحافظة على مصالحه واجبة، نحن نعيش في قطر بفضل الله وحكمة سمو الأمير وسمو الأمير الوالد حفظهما الله ورعاهما وسدد خطاهما، والحكومة القطرية الرشيدة في خير وسعادة ورخاء، هذه هي قطر بكل ما تقدمه لنا وللأمة بسخاء، إن سياحتنا الداخلية بأرخص الأثمان إذا ما قورنت بأسعار الدول الأخرى! فلماذا لا نوليها الاهتمام ونستثمرها الاستثمار الأمثل لأنفسنا ولأهلينا ونستمتع بأجواء بلدنا بتكلفة أقل فضلاً عن انخفاض الضغوط النفسية والجهود البدنية والأعباء المالية أو في أدنى مستوياتها، وإذا المسألة جات على الحر! فالحر ضرب كل العالم، كل دول العالم حر، صراحة كلام الصديق الصدوق صاحب الفوائد والفرائد عن علم وفهم وحكمة وهمة وخبرة واسعة كلام نفيس من شخص حريص يستحق الوقوف عنده وتأمله وقراءته بعناية، بجد أقنعني.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
28/07/2018
1766