+ A
A -
زميل عمل، يمر عليّ في المكتب يوم وترك، ويؤنسني بأحاديثه الرياضية الممتعة، وسوالفه الاجتماعية الشائقة، وابتساماته الخفيفة الماتعة، إلا أنني ألاحظ عليه تكرار مفرداته وحكاياته وسوالفه أكثر من مرة، وكل يوم يتطور معه الموقف سوءاً، أنبهه مراراً وتكراراً، يضحك ويقول كأنني أصبت بالزهايمر فقدان الذاكرة المبكر، رغم أن صاحبي هذا رياضي ومدرب وتربوي عريق مشهود له بالكفاءة والخبرة، ومن خيرة الشباب، إلا أنه على مايبدو مبتلى بضعف الذاكرة، واضطراب في التركيز، نتيجة ضغط الدم أو السكر أو الكوليسترول، نسيان سرد الأحداث عند زميلنا العزيز يقلقني، إنه ينسى ماذا قال أمس، أو أنه تكلم في أي موضوع أكثر من مرة، وأخشى ما أخشاه أن ينسى مقر عمله في المستقبل، أو مقر سكنه، أو العنوان الذي يقيم فيه، أو التعرف على زملائه، أو أفراد بيته، الحلو في الزميل العزيز أنه قبل أن يتكلم في أي موضوع ينبهنا إلى ضرورة إشعاره بالوقوف أو مقاطعته إن كان كلامه مكرراً ومعاداً، وبدون زعل، إنه حباب وطيوب ومبتسم، وخفيف دم، إلا أنه قلق من ضعف ذاكرته، يقول أخشى أن أكون مصابا بالزهايمر المبكر وأرد عليه أصحاب الزهايمر تتأثر شهيتهم بالمرض، وأنت ماشاء الله عليك تلتهم كل شيء في طريقك من سندويتشات وكافيه لاتيه وبسكويتات وغيرها، فأنت في الحالتين تأكل، وكل الأنواع والطعوم والمذاقات، وأذكره دائماً بأن تلمس سبب فقدان الذاكرة أو النسيان أو الزهايمر المبكر لا يتطلب الكثير من الجهد فزيارة قصيرة لمؤسسة حمد الرائدة سيكتشف الأطباء المشكلة وينتهي الأمر، صديقنا الأستاذ التربوي هيثم محمد كوزال اختصاصي إرشاد أكاديمي وهو من هو، أرسل لي عن طريق الواتساب واقعة على لسان سيدة تقول فيها بعد الانتهاء من اجتماع، قمت بالخروج من الفندق، وبدأت أبحث عن مفاتيح سيارتي، لم تكن المفاتيح في حقيبتي، أو في جيبي، عدت للبحث عنها في قاعة الاجتماع، على الطاولة، لم تكن المفاتيح هناك أيضاً، سألت عنها لم،جدها، فجأة أدركت أنني نسيتها في السيارة، على الفور اتجهت إلى موقف السيارات، لم أجد سيارتي، أدركت أن السيارة سرقت، اتصلت بالشرطة، أبلغهم عن السرقة وأعطيتهم اسمي ومواصفات السيارة ورقم المركبة، واعترفت لهم بإهمالي وأني ربما نسيت المفاتيح داخل السيارة ونزلت للاجتماع مسرعة، بعد أن انتهيت من الشرطة، اتصلت بزوجي أخبره بالواقعة والسرقة، وقلت له حبيبي - وأنا لا أقول له حبيبي إلا في الأزمات!!!! نسيت مفاتيحي في السيارة، وقد سرقت، كانت هناك فترة من الصمت، فكرت أن الاتصال انقطع، ولكن بعد ذلك سمعت صوته، يقول لي: يا غبية، لقد أوصلتك أنا اليوم بسيارتك إلى الفندق، هنا وقعت في حيص بيص وقلت محرجة بعد فترة صمت وإحراج وفشيلة، ممكن أن تأتي وتأخذني!هنا صرخ: سوف آتي، ولكن بعد أن أقنع أفراد الدورية المرورية أنني لم أسرق سيارتك! حسبنا الله فيكم يا الحريم، وعافى الله زميلنا العزيز وكل مسلم من أعراض الزهايمر والخرف.
وعلى الخير والمحبة نلتقي .

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
12/08/2018
1853