+ A
A -
لا يتوفر ترموميتر سياسي يمكنه قياس بدقة حرارة ودفء العلاقات بين القطبين الاعظم، فمن الصعب على المزاج الأميركي القبول بصداقة أو تحالف مع الروس، لذلك فإن مهمة الممثل ستيفن سيغال الذي عينته روسيا اخيرا لتحسين علاقاتها مع الأميركيين تبدو مهمة صعبة، ان لم تكن مستحيلة ايضا، فها هو ميدفيديف رئيس الوزراء الروسي يعلن بلا تورية ان قدرات الناتو الذي تتزعمه أميركا، بما فيها النووية، موجهة ضد روسيا، وجاء في مقال نشرته صحيفة روسية في التوقيت ذاته الذي استلم فيه ستيفن سيغال عمله ان مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، أعدت مشروع قانون لفرض عقوبات جديدة على روسيا، بتهمة «استمرارها في التدخل في الانتخابات الأميركية وتأثيرها القاتل في سوريا، وعدوانيتها في القرم وأفعال أخرى». معترفين بأن العقوبات السابقة لم تثمر، اقترحوا حزمة عقوبات جديدة، تبدأ من حظر التعامل مع الدين الوطني الروسي الجديد إلى عقوبات شخصية ضد «المسؤولين ورجال المال وأعضاء عائلاتهم». ووفقا لمعدي المشروع، ستكون هذه الإجراءات «مدمرة» وترغم روسيا على تغيير سلوكها عشية انتخابات الكونغرس النصفية في نوفمبر
فماذا اذا بوسع ستيفن سيغال، أو غيره، ان يفعل ازاء هذه الموجة القادمة من الجفوة والمعاداة وربما الكراهية المتبادلة، خاصة وان سمعة الرجل ستيفن سيغال بين الجمهور الأميركي تنطوي على تناقض كبير، وخاصة كذلك انه من الطبيعي ان تحيط بالرجل شبهة ارتياب، فالعلاقات الأميركية -الروسية مرشحة لمزيد من التدهور فيما هو قادم من الزمن، اذ على ما يبدو ان قمة هلسنكي لم تحصنها ضد عوامل هذا التدهور المرتقب، وربما ان القمة المحتمل انعقادها بين بوتين وترامب خلال العام المقبل، بطلب من الاخير، تشهد بدايات هذا التدهور، وتشترك في هذه النتيجة تحليلات أميركية وروسية .

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
13/08/2018
1700