+ A
A -
يحكى أن حاكما طلب من طباخه أن يعد له طبقاً شهياً لم يتذوقه من قبل، واقترح عليه أن يكون باذنجاناً بتشكيلات ومذاقات مختلفة، ولما تذوق الحاكم الباذنجان أعجب به، فسأل طباخه، لأول مرة أعلم أن الباذنجان لذيذ بهذه الصورة، فرد عليه طبعاً سيدي، فالباذنجان من أرقى وأرفع المأكولات وألذها، إن أكلته مقلياً بقي طعمه في فمك، وإن أكلته مكبوساً، فلا يعلى عليه كمقبلات، وإن أكلته محشياً فهو سيد المحاشي، وقد فتح كلام الطباخ شهية الحاكم فراح يلتهم أطباق الباذنجان باستمتاع، إلى أن ثقل وتعب، وشعر بعد الوجبة بانتفاخ مزعج في بطنه، جعله لا يستطيع التنفس، فنادى طباخه وأثقل عليه بالكلام، بأن هذا الطبق رديء، والباذنجان مؤذ، وأنه ما تعب في حياته من أكل إلا من وجبة هذا الباذنجان! فرد الطباخ، صدقت سيدي، فالباذنجان إذا أكل مقلياً أدى إلى انتفاخ البطن، وإذا أكل محشياً أدى إلى قلة النوم، وإذا أكل مكبوساً كبس على القلب، فتعجب الحاكم من تناقض القولين والإجابتين، وزجر الطباخ وقال له هل لك لسانان؟ قبل قليل تمدح! والآن تقدح وتذم وتلعن! فرد عليه، أبداً يا سيدي، إنما أتحدث بلسانك لا بلساني، فليس للطباخ إلا رأي حاكمه!!!! وهذا حال بطانة السوء الذين يزينون لبعض الحكام بعض الشعارات، ويسوقون لهم بعض الأحلام، ويحقنونهم بإبر الدعاية لينفخوهم– وجلهم مرتزقة سياسة وصحافة وإعلام– فهم يحولون «شيطان العرب» إلى ملاك، والأحمق السفيه إلى مخلص للإنسانية من التيه! لا وفاء لهذه البطانة السوء، فقدت الحس الآدمي، فهي مع هذا وذاك، من أجل العطايا والمكرمات من سيارات وفيلات وامتيازات، ونصيب الأنذال منهم أوفر! حالهم حال الوصوليين والدساسين والمغرضين في كل مكان، وكل واحد يتمدد ويمد رجله على قد لحافه ونفاقه! عقول بعض قيادات المنطقة العربية والخليجية صغيرة، تديرها بطانة مريضة، من «البلشتية» وحفنة من «العجول» أصحاب الحظوة الذين يتقاضون «الكروة» والرزق الحرام على «فتاواهم» وتغريداتهم و«وساختهم» تلك! وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وعلى الخير والمحبة نلتقي .
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
18/08/2018
1891