+ A
A -
قبل صدور قانون الموارد البشرية الجديد كان البشر والابتسام والضحك والمعنويات المرتفعة موجودة في داخل أروقة ودهاليز مؤسسات العمل المختلفة، وكان العمل موجودا، وكانت المثابرة والمبادرة موجودة لأن هناك شيئا موجودا ينتظر المجتهد، ودافعا وحافزا موجودا يسمونه بدل العمل الإضافي، بدل العمل الإضافي هذا كان ينشط الأوعية الدموية، ويساعد على تدفق الدم في الأوردة وينشط الغدد لتفرز مواد كيماوية تشجع وتعين صاحبها على العمل الإضافي، جل الموظفين يعتمدون على بدل العمل الإضافي في تحسين مداخيلهم الشهرية، بدل العمل الإضافي له دفعة ودفقة لأداء أحسن وإنتاجية أفضل، إنه خير حافز لاستمرار العمل ولو كنت خارج أوقات الدوام الرسمي، اليوم الراصد لأجواء العمل يرى العجب لا رضا لا بشر لا ابتسام موجودة والنفس مسدودة!! جل الموظفين مستائين من توقفه – خاصة الصحفيين والإعلاميين- لأنه لا يخدم مصلحة العمل، خاصة تلك المهن التي تتطلب العمل والتغطيات في الفترات المسائية! ولا يخدم مصلحة الموظف الذي تستدعي طبيعة عمله التواجد والعمل خارج أوقات العمل الرسمي في الميدان خاصة رجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة والسوشال ميديا ومن يشرف على المواقع والبوابات، الإلكترونية، هناك تغطيات وندوات وورش ومؤتمرات وحلقات نقاشية تستدعي تواجدهم، هذه النوعية من الناس وقع عليهم خبر إلغاء أو تجميد بدل العمل الإضافي كالصاعقة وضاقت بهم الأرض حزناً ولسان حالهم يردد بيت الشاعر المتنبي:
وما انسدت الدنيا علينا لضيقها.. ولكن طرفاً لا أراك به أعمى!!
لفقدهم عزيز عليهم وهو بدل أعمالهم الإضافية التي يكلفون بها خارج أوقات الدوام الرسمي! والعطلات الرسمية، انسدت عليهم المسالك والدنيا! وصاروا ينفثون الهم زفرة.. ولكنه الهم الذي ينفث الصدر! نتيجة هذا الإلغاء والتجميد لبدل العمل الإضافي! هذا البدل من دلالاته أنه كان أحد وسائل التحفيز المهمة والفعالة للموظف الذي يستحقه يشعره بأنه محفوظة حقوقه ومقدر جهده وإبداعه وتفانيه وإخلاصه، هذا البدل يعتبر الأهم عند الموظف من منحه أيام نظير ساعات عمله الإضافية ـ سبع ساعات عمل يمنح يوماً إجازة ودواليك ـ بدل العمل الإضافي يندرج في الراتب وينفع الموظف، الميزات الأخرى قد تكون مهمة للبعض أصحاب الرواتب العالية أو الظروف الاجتماعية الجيدة أما الموظف البسيط أو الوافد فهو بحاجة أكثر إلى البدل النقدي MONEY من المعنوي! بدل العمل الإضافي له تأثير السحر على العمل والعامل والموظف، له تأثير السحر على العطاء والإنتاجية ورفع المعنويات والرضا الوظيفي وانتماء الموظف لعمله ليقدم أفضل ما لديه وفي كل الأوقات، ربما تكون هناك مبررات وأسباب ودوافع لاتخاذ قرار إلغاء البدل النقدي، واستبداله بالأيام وسد الباب أمام المستغلين والمستغلات! ولكن ما ذنب من يعمل! هناك فروقات بين الإثنين! نأمل إعادة النظر في قرار إلغاء بدل العمل الإضافي للأقسام الإعلامية والصحفية التي تستدعي أعمالهم التغطيات خارج أوقات الدوام الرسمي والإجازات والعطل الرسمية، حتى تستمر مسيرة النجاحات والإنجازات دون تعثر أو منغصات.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
19/08/2018
1794