+ A
A -
وقفوا أمس على صعيد عرفة بقلوبنا وعيوننا وأرواحنا.. واستمعنا إلى الخطيب حسين بن عبد العزيز آل الشيخ من على منبر سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه من مسجد نمرة ومن نفس المكان الذي وقف فيه رسولنا الكريم يلقي خطبة الوداع في اليوم الذي أكمل الله دينه على عباده ليتوارثوه جيلا من بعد جيل.
وقفنا بأجسادنا وعيوننا معلقة بهذا الجبل عرفات الذي استقبل جدنا آدم وجدتنا حواء بعد أن تاب الله عليهم إثر ارتكاب معصية تناول ثمار شجرة حرمها عليهما.
وقفنا على عرفات منذ حجة الوداع وحتى أمس ندعو لوحدة المسلمين وإلى التوادد والتآخي وحب الخير للجار والا يقتل بعضنا بعضا وأن نشد الرحال إلى الأقصى (نقدس) حجتنا كما يقول الترك والأفغان والباتان وغيرهم من المسلمين الذين يقدسون المسجد الأقصى وله مكانته الثانية بعد الحرم المكي فقد كان ثاني حرم يبنى بعد الحرم المكي وكان أولى القبلتين التي تتوجه اليها القلوب والافئدة، فقد روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: «قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلُ؟، قَالَ: ( الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ)، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى، قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟، قَالَ: أَرْبَعُونَ سَنَةً». وقد بنى آدم الكعبة أولا وبنى الأقصى بعد 40 عاما أحد أبنائه.. أما سيدنا سليمان بن داوود فقد قام بترميم الأقصى ولم يقم هيكلا ولا مقرا له وكان له مجلس يحكم فيه بين الناس.
ومن يتأمل حزن الحرم المكي اليوم يرى في جنباته وعلى أستار الكعبة سؤالا: لماذا فرطتم بأخي الأقصى.. وسمحتم أن تدوسه أقدام من تآمروا على المسيح لقتله.. وتآمروا على سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه لقتله ومن قتلوا يحيى سلام الله عليه ومن كفروا بموسى.. لن يسامحكم الأقصى على تفريطكم في تحريره منذ خمسين عاما.. لقد أقسمتم أن تصلوا فيه وتنازلتم وسلمتم مفاتحه لمن لا يريدون للإسلام خيرا.
خطبة أمام المسجد النبوي في مكة قول يحتاج إلى فعل.. والسؤال من يفعل؟

كلمة مباحة
أقاموا الحرب في مكان اللاحرب وفي مكان الحرب أقاموا نصبا خشبيا يخلد خيبتهم.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
21/08/2018
1783