+ A
A -
يعتقد كثيرون من قاطني هذا الكوكب أن إيداع المجرمين السجنَ هو أقصى ما يمكن للمجتمع أن يفعله! قلة فقط يعتقدون أن وظيفة السجن هي أن يقوم بإصلاح هؤلاء المجرمين وإعدادهم ليكونوا مواطنين صالحين بعد أن تنتهي فترة محكوميتهم!
وهذا اعتقاد نبيل ينطلق من فكرة أن الانتقام وحده لا يكفي، وإن كان لا سبيل غير حبس المجرمين لأنهم خطر على المجتمع، فالمنطق يقتضي تحويلهم من خطر يمشي على قدمين إلى أُناس يفهمون أن غاية الإنسانية أن يكون المرء مصدر أمان للآخرين لا قنبلة قديمة من مخلفات الحرب تبقى تحمل في داخلها رائحة الموت!
اشتهر القاضي الأميركي «مايكل سكونتي» بعقوبات غريبة تندرج تحت مبدأ العين بالعين! صحيح أن القضايا كانت مخالفات يمكن تصنيفها بسيطة أو متوسطة ولا ترقى إلى درجة الجرائم إلا أن فكرة تصحيح سلوك إنسان تبقى غاية نبيلة لا بُدَّ على السلك القضائي أن يلتفت إليها!
حكم سكونتي على طبيب قبضت عليه الشرطة بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول بإلقاء محاضرات في المدارس عن أضرار الكحول عمومًا، وعن بشاعة القيادة تحت تأثير الكحول خصوصًا!
وحكم على مراهق ضرب رجلًا مسنًا بالخدمة لمدة شهرين في دار رعاية للمسنين!
وحكم على رجل سكران وضع قطته في الفرن بإطعام القطط في حديقة بنسلفانيا لشهرين كاملين!
وحكم على سبعة شباب بزرع سبعين شجرة بعد قطعهم أشجارًا من ملكية عامة وبيعها كحطب!
والشيء بالشيء يُذكر، منذ سبعة أشهر تقريبًا حكمتْ القاضية اللبنانية «جوسلين متى»، وهي مسيحية على ثلاثة مراهقين مسلمين مثلوا أمامها بتهمة الإساءة للسيدة مريم أم سيدنا عيسى عليه السلام بحفظ الآيات التي تتحدث عن سيدتنا مريم في سورة آل عمران ليفهموا عظمة وقدسية هذه الشخصية بدلًا من السجن مدة تتراوح بين ستة أشهر وثلاث سنوات كما ينص القانون على من يزدري الشعائر الدينية ورموزها!
وقالت القاضية معقبة على حكمها هذا: القانون لا يجب اختصاره بالسجن، لأنه مدرسة!
لستُ ضد فكرة السجون، ولكني مع فكرة أن السجن ليس غاية بحد ذاته، وإنما وسيلة المجتمع لإصلاح المجرمين، وصحيح أنه ليس من المنطقي أن تكون عقوبة القتل والاغتصاب مجرد خدمات اجتماعية بسيطة، هؤلاء أشخاص خطرون يجب سجنهم وإصلاحهم، ولكن الجنح البسيطة التي يمكن حلها بطريقة راقية وفورية هي أجدى من زج إنسان في السجن لرفع صوته على شرطي، أو قطع شجرة من حديقة عامة!
بقلم : أدهم شرقاوي
وهذا اعتقاد نبيل ينطلق من فكرة أن الانتقام وحده لا يكفي، وإن كان لا سبيل غير حبس المجرمين لأنهم خطر على المجتمع، فالمنطق يقتضي تحويلهم من خطر يمشي على قدمين إلى أُناس يفهمون أن غاية الإنسانية أن يكون المرء مصدر أمان للآخرين لا قنبلة قديمة من مخلفات الحرب تبقى تحمل في داخلها رائحة الموت!
اشتهر القاضي الأميركي «مايكل سكونتي» بعقوبات غريبة تندرج تحت مبدأ العين بالعين! صحيح أن القضايا كانت مخالفات يمكن تصنيفها بسيطة أو متوسطة ولا ترقى إلى درجة الجرائم إلا أن فكرة تصحيح سلوك إنسان تبقى غاية نبيلة لا بُدَّ على السلك القضائي أن يلتفت إليها!
حكم سكونتي على طبيب قبضت عليه الشرطة بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول بإلقاء محاضرات في المدارس عن أضرار الكحول عمومًا، وعن بشاعة القيادة تحت تأثير الكحول خصوصًا!
وحكم على مراهق ضرب رجلًا مسنًا بالخدمة لمدة شهرين في دار رعاية للمسنين!
وحكم على رجل سكران وضع قطته في الفرن بإطعام القطط في حديقة بنسلفانيا لشهرين كاملين!
وحكم على سبعة شباب بزرع سبعين شجرة بعد قطعهم أشجارًا من ملكية عامة وبيعها كحطب!
والشيء بالشيء يُذكر، منذ سبعة أشهر تقريبًا حكمتْ القاضية اللبنانية «جوسلين متى»، وهي مسيحية على ثلاثة مراهقين مسلمين مثلوا أمامها بتهمة الإساءة للسيدة مريم أم سيدنا عيسى عليه السلام بحفظ الآيات التي تتحدث عن سيدتنا مريم في سورة آل عمران ليفهموا عظمة وقدسية هذه الشخصية بدلًا من السجن مدة تتراوح بين ستة أشهر وثلاث سنوات كما ينص القانون على من يزدري الشعائر الدينية ورموزها!
وقالت القاضية معقبة على حكمها هذا: القانون لا يجب اختصاره بالسجن، لأنه مدرسة!
لستُ ضد فكرة السجون، ولكني مع فكرة أن السجن ليس غاية بحد ذاته، وإنما وسيلة المجتمع لإصلاح المجرمين، وصحيح أنه ليس من المنطقي أن تكون عقوبة القتل والاغتصاب مجرد خدمات اجتماعية بسيطة، هؤلاء أشخاص خطرون يجب سجنهم وإصلاحهم، ولكن الجنح البسيطة التي يمكن حلها بطريقة راقية وفورية هي أجدى من زج إنسان في السجن لرفع صوته على شرطي، أو قطع شجرة من حديقة عامة!
بقلم : أدهم شرقاوي