+ A
A -


من أجمل الأغاني الرومانسية التي ارتبطنا بها منذ الصغر وفترة الشباب، أغاني الفنان عبد الحليم حافظ، أذكر فيما أذكر، كنا ثلة رفقة طيبة خيرة، كاتب هذه السطور وصديقنا بوعلي فيصل حجر، وشاهين الغانم، والمغفور له إن شاء الله عمر محمد أحمد، كنا ندرس في المعهد الديني، وكنا ننطلق يومياً في فترة الفسحة إلى مطعم بيروت الكائن في شارع الكهرباء قديماً لتناول طبق الحمص بالفول اللذيذ ونختمه بالشاي، وكنا أثناء سيرنا بالسيارة نستمع إلى عبد الحليم حافظ ورائعته فاتت جنبنا وهي من أجمل أغانيه، تلك المرحلة أو الفترة كانت تسمى الحقبة الذهبية، حقبة العمالقة والأغاني الأصيلة الجميلة، الحافلة بأصالة الألحان والكلمات وحسن الأداء، أغنية فاتت جنبنا استمعت لها من قريب، وأنا متوجه إلى اللؤلؤة، وما زال تأثيرها نابضاً مبهجاً، ذكرتني بأصحابي وأحبابي وتلك الفترة وتلك المرحلة التي عايشتها وعاصرتها، إنها أغنية وكلمات بأسلوب قصصي مثير، تصل إلى المستمع المتلقي بيسر وسهولة، ولا زلت أتشوق لها رغم طول السنين، فاتت جنبنا موسيقاها مؤثرة وكلماتها رائعة ولا زلنا نحن إليها ونبحث عنها، عكس تلك الألحان النشاز، والكلمات النشاز، والأداء النشاز، فاتت جنبنا جمال في الموسيقى، سحر في الكلمات، عذوبة في الصوت، رغم تغير الزمن والوقت، والعصر، إلا أن تأثير الأغنية هو ذلك التأثير، لأن الأغنية كانت لها ولا زالت لها هويتها وموقعها من الموسيقى، فيها العديد من الجمل الطربية، ونكهتها الفنية الموسيقية، والجمل الموسيقية، والروح – روح الأغنية – ومقاماتها الموسيقية الطربية، واحساس المؤدي الغاية في الصدق كل ذلك كان يشدنا ويدفعنا إلى مشاركة المطرب في ترديد أغنيته واستشعار معانيها وموسيقاها، وأدائها وجمال صوت عندليب ذلك الزمن، سطورنا تتحدث عن ماض جميل، ومرحلة أجمل مع ربعنا وحبايبنا ولولا برنامج طربيات الذي يقدم من إذاعة صوت الخليج صاحبة شعار الصوت صوتك والذي يقدمه الأصيل الشاعر الجميل عبد السلام جاد الله والذي لولاه لتعكر جوّنا وذائقتنا الفنية، طربيات عبد السلام جاد الله، أرسى نهجاً فنياً وموسيقياً، أثرانا وأسعدنا بطربياته التي وجدنا فيها المتعة والأنس واسترجاع ذكريات الماضي الجميل الذي صار مجرد ذكرى جميلة.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
14/09/2018
2140