+ A
A -
يقول وهو يردد رائعة الشاعر الكويتي فايق عبد الجليل: راحت مشت وعيوني تتبعها.. راحت مشت ومجبور أودعها.. يرضيك يا شوق.. يرضيك كذا تطالعني واطالعها.. يقول: غادرت إلى بلجيكا تلك الديار الباردة الغائمة الماطرة، بلاد الـ (ماري بروسنز) ، بلاد الشوكلاته الذائبة بجميع النكهات، في كل الأشكال والأحجام، وأخذت قلبي معها.. من حقها أن تسافر تقضي إجازتها مع صغارها وحبايبها وبراعمها الصغيرة، حتى تلتقط أنفاسها وتعيد ترتيب أوراقها وتتخلص من ضغوطاتها وصفعات الحر والرطوبة ومنرفزات الأعصاب ودقات القلب السريعة والمتلاحقة.. الإجازة راحة من الوجوه النكدة والعينات المتآمرة التي تجلدك بالتهميش وتعاملك بالنكران.. بعض شذاذ الآفاق، بعض المسؤولين، بعض الحمقى، للأسف يستمدون قوتهم من إدارة التوحش التي تستند الى الفعل السيئ مضرة للناس والمرؤوسين.. مسببين القلقان أو كما ينطقها بوعبدلله صديقي مازحاً (الكلكان)، كم من مسؤول، وشرير، و( طرطنكي) له من وصوف أبي القاسم الشابي نصيب في قصيدته ألا أيها الظالم المستبد بأنه حبيب للظلام عدو للحياة.. متهكم جاهل أحمق قاصف للجهود معطل للحدود زارع الشوك في إدارته.. ومن يبذر الشوك يجني الجراح.. وكما يقول العامة (فرقاه عيد) .. الإجازة فرصة للتنفيس ومحطة من محطات التقييم.. وشحال إذا كانت في دولة باردة منعشة - كبلجيكا - فيها من ما لذ وطاب الشيء الكثير، هناك تحس في جل اللحظات بالسعادة، سعادة حقيقية ..سعادة أبدية.. سعادة لا محاولات لاغتيالها، لا كدر لا مضايقات، لا تهميش، لا تفنيش، لا تشويش، لا تحريض، لا تشكيك، ولا عينات مرضى، لا نوايا خبيثة، ولا نفوس خسيسة، هناك رضا وقبول وابتسامات صادقة وواقع مليء بالصدق والطهر بطعم (الشوكليت كافيه ) ، يقول: كم هي سعيدة بالسفر إلى تلك الديار الباردة، يقول كم كنت أتمنى أن أصحبها في السفر ولكن (عذري معي عذري) يمنعني من السفر، والا فالتقوقع داخل محارة صغيرة في هذا العالم معها هو أقصى درجات أحلامي، العالم معها يتكون من عنصرين أنا وهي، وفي كل اللحظات أنا وهي، معها لا يهم أي شيء، اللحظات معها حلوة، والحديث معها شائق، والمزاج رايق، والسفر معها حياة، وتجدد، وانطلاق نحو سعادة أبدية، وأحلام لا تموت، سافرت إلى بلجيكا لتزيدها إبهاراً وجمالاً، لتنعم بتلك الأجواء الباردة وعبير الزهور، يقول: اعتادت أكل الشوكولاتة معي في الحل والترحال، وخاصة الباتشي زادتها رقة وجمالاً ولذة وعذوبة، زادتها فتنة، ورشاقة، وتناسق، فاقت نجمات الرياضة، جمعت الحسن في جمالها واتساق بنيانها وتألقها وجاذبيتها، عبقرية الجمال متوفرة في حبيبتي، ملهمتي، نحو الإبداع والتفوق، في كل الأوضاع، والمعاني والرموز هي الأحسن، والأجمل والأفضل والمثال، أرتشف منها الخبرة، والحكمة، والحنكة بجمال روحها الآسر، يقول بكل ثقة عن حبيبته، قرة عينه، الحب معها فضيلة، ولا يزيد أو كما قال.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
21/09/2018
2291