+ A
A -

بدأت دول عربية تنفيذ مخطط الصهيونية العالمية بعدم الاعتراف باللاجئين الفلسطينيين والبالغ عددهم اكثر من 5 ملايين لاجئ وهم نسل الـ800 ألف لاجئ الذين تم تهجيرهم عنوة عام 1948 ولم يبق منهم على قيد الحياة سوى 30 إلى 50 ألف لاجئ موزعين بين لبنان والأردن وسوريا والضفة وغزة والعراق.. ومعهم نسلهم الذين صدر قرار الأمم المتحدة 194 عام 1948 بوجوب عودتهم وتعويض من لم يرغب بالعودة..
هؤلاء الخمسة ملايين اصحاب الوثائق يتعرضون لضغط من بعض الدول التي تشارك في التخطيط لتصفية اللاجئين فبدأت ترفض السماح لحملة الوثائق بدخول بلادهم واشترطت عليهم أن يحصلوا على جواز السلطة الفلسطينية ليتم السماح لهم بالبقاء في أعمالهم أو السماح لهم بأداء العمرة ودخول تلك البلدان.. ومن يحصل على جواز السلطة لن يعود لاجئاً.. والوطن البديل له سيناء.. وفق ترتيب تم التحضير له..لأن من يحصل على الجواز بدل الوثيقة يفقد حقه في العودة إلى مخيمات اللجوء.
هذا نتاج أوسلو سيدي الرئيس.. سيدي المهندس ولم تكن قرأت نصيحة مؤسس إسرائيل ديفيد بن غوريون التي قال فيها:
«لو كنت رئيساً عربياً، لما وقعت على اتفاقية مع إسرائيل أبداً. إن هذا أمر طبيعي، لقد سلبناهم أرضهم. إنها حقيقة أن الرب وعدنا بها، لكن كيف لذلك أن يثير اهتمامهم؟ ربنا ليس ربهم. لقد كان هناك اللاسامية، النازيون، هتلر، لكن هل ذلك كان خطأهم؟ انهم لا يرون إلا أمراً واحداً فقط، إننا جئنا وقمنا بسرقة بلادهم، لماذا يقبلون ذلك؟» هذا ما قاله ديفيد بن غوريون مؤسس الدولة الصهيونية.. وسمعه حكام العرب الذين سقطت فلسطين في عهدهم وقرأه من أقاموا الثورات رافعين شعار تحرير فلسطين.. وعلم به عن يقين فيما بعد من وقّعوا الاتفاقات مع إسرائيل كامب ديفيد.. أوسلو..القاهرة.. وادي عربة غير مبالين بما تخطط له إسرائيل من توجيه الضربة القاضية للشعب الذي سرقت ارضه عام 1948، وطاردتهم في مخيمات اللجوء ترتكب المجازر لحقهم، بل وخططت لنكبتهم في الكويت وترحيل450 ألف فلسطيني.. قد يتساءل نزار قباني في قبره:
ماذا يفعل الفلسطينيون الآن؟
يحملون قهرهم.. وقرفهم.. وخيبة أملهم.. ويسافرون 
إلى الزمن العربي المتشابه..
يسافرون من الكذب إلى الكذب..
ومن الابتزاز إلى الابتزاز..
ومن النفاق إلى النفاق..
ومن معتقل عائلي صغير
إلى معتقل عائلي اكبر..
لكن وكما يقول الدكتور فايز أبوشمالة..الفلسطينيون حفروا طريق تحريرهم من تحت الأرض وسوف يخرجون من تحت بيارات يافا وحيفا واللد والرملة..يحررون الوطن.. ولا يعودون لاجئين.
مهلاً حكامنا.. مهلاً نتانياهو مهلاً ترامب.. اقترب الوعد.. وعد إنهاء الظلم وإقامة العدل.. وسيخيب من حمل ظلماً.
كلمة مباحة
ليكن الكون كله بيتاً لكم والقدس بيتي!
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
22/09/2018
2245