+ A
A -
«لا خير فيكم إن لم تقولوها..! ولا خير فينا إن لم نسمعها..!» جملة قالها عمر بن الخطاب رضي الله عنه خليفة رسول الله لحرسه حين حاولوا وقف رجل أثقل على عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوله له «اتق الله يا عمر»..
وهو نفسه الخليفة الراشد الذي قال في أول خطبة له على منبر رسول الله «أيها الناس من رأى منكم فيّ اعوجاجاً فليقومه» ـ فقام له رجل وقال: «والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا»، فقال عمر: «الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من يقوم اعوجاج عمر بسيفه».
ذلك حاكم فتح فارس ومصر وبلاد الشام وتسلم مفاتيح بيت المقدس وعاهد النصارى بعيش كريم..
فماذا لو أن مواطنا في بلاد العرب قالها لحاكم الآن.. سيكون مصيره كما عشرات العلماء والكتاب والأدباء الذين غيبوا إما في غياهب السجون أو في قبر أو في فندق.. عمر بن الخطاب لانه وافق على عدم اقامة اليهود في القدس يتعرض لأبشع حملة.
وموضوعي هو قول كلمة الحق للسلطان ويشهد الله والزمن ان كلمة الحق قلناها ونقولها في قطر منذ عام 1996. منذ إلغاء الرقابة على الصحافة وفتح المجال لحرية الكلمة لإيمان القيادة بأن «حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية».
نعم قالتها الصحافة وأجهزة الاعلام، وقالها الانسان في قطر لأنها تؤمن بنهج عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي وصف بالخليفة العادل.. فعم الأمن والأمان من المدينة المنورة إلى المدينة المقدسة.. ويأتي قانون المطبوعات الجديد ليمنح المزيد من الحريات.. وفي هذه الاجواء سوف تنتعش الصحافة واجهزة الاعلام من جديد اذا وجهت بوصلتها نحو ما يرتقي بالوطن وان تقول ما يريد المسؤول ان يسمع فقانون المطبوعات الذي بدأ الاعداد له من زمن يلبي هذه السياسة فلا خير في قول لا يفيد ولا يقدم ما يخدم الوطن.. وهذه الحرية قدمتها القيادة للصحافة وللكلمة على طبق من ذهب.
والله من وراء القصد
كلمة مباحة
ليس كل من قال موال أصبح مطربا!!

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
23/09/2018
2388