+ A
A -
فجأة دخلت وسائل التواصل الاجتماعي والإسراف والإفراط في استخدامها إلى قائمة أسباب الطلاق، فالفتيات اليوم صرن ينشدن زوجا يعف عن الإفراط في «التواصل الاجتماعي، ومثلهن الشباب.
لاحظت أن أخصائيا اجتماعيا يوصف بخبرات واسعة ومهنية في مجال تخصصه الاجتماعي المهجور والذي يدير له البعض ظهره استخفافا به.. لاحظت أن هذا الأخصائي يسأل الشاب: ما الذي يستغرق معظم وقت فتاتك؟ فأجاب الشاب: لم يخطر لي أن أبحث في ذلك، ثم أردف الشاب المغرم بكتابة روايات لم تنشر بعد متسائلا: وما أهمية ذلك من وجهة نظرك؟
فقال له الأخصائي بعد برهات من صمت: أنت رجل من هواياتك أن تكتب أدبا، وأن تقرأ بشراهة، ما يعني أن كثيرا من وقتك لن يكون لزوجتك، ومن ثم يتعين عليك أن تؤمن لها مشاغل تملأ بها فراغا لابد أنها ستعانيه، وبشرط ألا تكون وسائل التواصل الاجتماعي هي بديلها المحبب والوحيد، فلا تترك فرصة لتسلل ذئاب إلى فراغها، ومن ثم فلماذا لا تجذبها إلى عالمك ورواياتك، بدلا من أن تتركها تنشئ لنفسها عالما بديلا وحيدا عبر التواصل الاجتماعي؟
لم تكن هذه النصيحة هي الوحيدة التي ذكرها هذا الأخصائي الاجتماعي الخبير في مجاله، ولكن سهامه التي رشقها في «التواصل الاجتماعي» لفتتني، فالرجل يتحدث من خلفية عالمة بحوادث أصبحت منتشرة في المجتمعات بعدما بدأت مجرد نوادر، وقالها حقيقة مجردة: التواصل الاجتماعي صار سببا من أخطر أسباب الطلاق، لأنه يقفز من فوق أسوار البيوت والأبواب والحارس.
وبصدفة بحتة قرأت بعد ذلك بأيام قلائل خبرا عنوانه: عريس يتخلى عن عروسه يوم الزفاف بسبب «الواتساب»، وعلى الرغم أن ذلك وقع في الهند، ولكن من قال إننا لسنا في معظم شؤون الزواج جميعنا شرقا، وأن المشاكل الاجتماعية تعولمت وصارت تتشابه في المجتمعات.
وعلى الرغم من أن غاية التواصل الاجتماعي بالأصل التقريب بين الأقارب والأصدقاء والمعارف، إلا أن هناك من ينحرف عن هذه الغاية ويجعلها سببا في التفرقة وخراب البيوت .
وهناك العديد من حوادث الفرقة والتهديد والابتزاز وفشل الزواج والطلاق في معظم مجتمعات العالم، وكل ذلك بسبب سوء استغلال وسائل التواصل الاجتماعي والانحراف بها عن غاياتها النبيلة إلى غايات شيطانية يعف المرء عن عرض عينات منها فلا تخلو صفحات الحوادث في صحف عربية من حوادث مريرة ومآسٍ فيها الكثير من القذارة بطعم العلقم، لأن البعض حرف هذا التوصل الاجتماعي إلى غايات خسيسة، فهناك بشر بعيار الذئاب يشيطنون كل شيء.
والمؤسف أيضا أننا نطوع التحديث التقني في حياتنا لترسيخ سلوكيات اجتماعية يفترض نبذها، وربما أن بعضنا قرأ حكاية الزوجة العربية التي حاول زوجها الاتصال بها أثناء تواجده في عمله، ليفاجأ بعدم ردها لانشغالها في الحديث مع صديقاتها، الأمر الذي جعله يراسلها عبر الواتساب، ليتضح له تاليا أنها قرأت رسائله ولم ترد عليه فأغضبه ذلك ولم يتوان في تطليقها.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
25/09/2018
2247