+ A
A -
عَوْسَجٌ
يَلثم الصبحَ
ملء النسيم المرابطِ
في قُبَّةِ الشوقِ
ينتظر الحظَّ
أن يَرفعَ القُبُلاتِ
إلى الشمسِ
أَنَّى يُراودها
عن سماء الفِتَنْ...

والزمنْ؟!
أَيَخُونُ الزمنْ؟!

أم ترى
في العيونِ
يَطيبُ اشتهاء الشجنْ؟!

وأنا
والهوى
يا تَقاسيمَ طَلْعَتِكَ المُشْتَهاةِ
أوان العطشْ

حيثما يَرْتَمِ خافقي
يَنْزَوِ ناعسُ الروحِ
لا يفقهُ البوحَ
إلا بشقِّ الهوى...

والنوى؟!
ما يَكون النوى
غير أن الجفونَ
تُلاحق سربا
تَلَأْلَأَ
مِنْ قُبَّرَاتِ الجوى...

يا سماء
تُميط ستارَ الرجاءِ
لِتَكشف عُرْيَ الغيومِ،
لِتَلبسَ حُلمَ المطر...

تتثاءبُ
أنت الذي مِلْتَ
حيث يَميل القمرْ...

قلتَ لي
(مطلعَ البوحِ):
«ما لِفَتاتي
تُغازل ليلَ السفرْ؟!»

اِمتطيْتَ بساطَ الوَلَهْ
وأَذِنْتَ لبوصلةِ الروحِ
بين ضلوعي
بأن تَرصدَ الوجدَ
ما أن تُلاقيك روحي
على ربوة الوعدِ
ما طاب نومُ القمرْ...

مِن يديَّ
اللتين أَسَرْتَ حنينَهما
قُلْتَ لي
آخِذاً بهما:
«يا فَتاتي،
إليَّ
نُسافرُ في قارب العمرِ
نَقطع صحراءَ حُلمٍ
عسى شُرُفات مواويل
أنفاسنا
تُسعِفُ الروحَ
حتى تُطِلَّ
على أرخبيل الوطنْ»...

والوطنْ؟!
يا أنا أنتَ
يا جذوة العشقِ
لَمْلِمْ تباريحَ توقي إليكَ
وأنت الوطنْ...

مُرْ نخيلَ الهوى
أن يُلَطِّفَ حَرَّ المسافاتِ
ما ناء بي موعدُكْ،
واسألِ الليلَ
ما اقتطع الليلُ
من هوس الصبواتِ
غداة انتظاري
لك العُمْرَ كُلَّهُ:
»ما حال
دون جنون لقائي؟!
وما آل طوعا إليه
نشيد حنيني
وشهوة صبحي
وأنفاس عتقي؟!»

ألا فاشهدي يا عصافير قلبي
بأني أُحَكِّمُ فيكَ الصّبا
والأصيلَ
وحبلَ التَّجَنِّي
لأنكَ
أنتَ الصّبا أنتَ
أنت الأصيل
وحبل التجني...
إذا كنتُ منكَ فإنك مِنّي...
فإما الحلول،
وإما التمني.

بقلم : د. سعاد درير
copy short url   نسخ
06/10/2018
2640