+ A
A -
قد أكون من الناس الذين خرجوا إلى الشوارع يهللون حين بدأت معركة أكتوبر 1973.. وصرخت هناك من شرفة الشقة التي كنت أقيم فيها بمنطقة انطلياس في بيروت الشرقية.. السادات عبر القنال. الجيش المصري حطم خط بارليف.. إلى غزة راجعين. إلى يافا راجعين.. ستة أيام توقفت الحرب بخطاب ألقاه الرئيس أنور.. خطاب الزعيم المنتصر.. كانت لحظة حزينة أن تقف الحرب ونحن منتصرون وسيناء لم تحرر وغزة لم تسترجع..
بعد حرب الغفران هذه كما يطلق عليها اليهود لأن 6 أكتوبر 1973 صادف عيد الغفران.. واستغل أنور السادات المناسبة وبدأ المعركة التي فاجأت الروس والأميركان حتى الملاك أشرف مروان الذي اعتبره اليهود بأنه جاسوس فاشل..لأنه لم يخبرهم بموعد المعركة.
حرب أكتوبر تثير جدلا كل عام وتطرح أسئلة حول من المستفيد الأول من نتائج هذه الحرب، على المستويات، العسكرية والسياسية والاقتصادية والدولية، العرب والمسلمون أم اليهود؟
يتساءل صديقي المهموم بالشأن السياسي رغم انشغاله في الدواء وتوفيره للمراكز والصيدليات والانتصار على حصار الأشقاء يسألني:
هل تتفق معي أن من نتائج عدم حسم النصر في حرب أكتوبر ما يلي:
- مازالت سيناء رغم مرور أكثر من أربعين عاماً على هذه الحرب، صحراء جرداء تسيطر عليها إسرائيل فعليا، وتعيش في عزلة عن الوطن الأم، ومازالت بنود معاهدة السادات من المحرمات لا يدري عنها معظم المصريين شيئاً.
- حصلت إسرائيل على الاعتراف العربي والتطبيع مع الأنظمة العربية.
- حصلت إسرائيل على مكاسب دولية وإقليمية لعل أهمها الخروج من العزلة الدولية.
- حصلت إسرائيل على الأمان المتمثل في إنهاء حالة الحرب التي كانت تعيشها.
- لم يحصل الفلسطينيون على شيء ولن يحصلوا، فقد تفرقت دماؤهم بين المؤتمرات والمبادرات والقرارات.
- نجحت إسرائيل في قتل ووأد روح المقاومة في نفوس الكثير من العرب والفلسطينيين.
- لم تعد إسرائيل هي العدو التاريخي للعرب والمسلمين، ونشأ جيل من الشباب العربي لا يرى اليهود من الأعداء بل يبحث عن فرص للعمل لديهم.
- أصبحت إسرائيل هي جواز المرور الذي ينال أو تنال به الأنظمة العربية القبول الدولي.
- أصبحت إسرائيل هي القوة الإقليمية الوحيدة الفاعلة في المنطقة وربما العالم
وإسرائيل باتت تعيد ترتيب البيت العربي.. إسرائيل تخترق الأجواء العربية وقتما شاءت وأينما شاءت..
السادات قال.. لن أقف في وجه من يحارب إسرائيل.. لكن السادات يعرف أنه سلم إسرائيل زمام قيادة الشرق الأوسط الجديد..
كلمة مباحة
قالت ستي.. ضرب الحبيب زبيب.. وطعناته تليارات!!

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
07/10/2018
1539