+ A
A -
يمجدون الأمس، ويخلدون اليوم، ويستشرفون الغد.. لله درهم.. أولئك الذين وصفوا بأنهم بكل واد يهيمون.. وأنهم ممن سكنوا وادي عبقر، وممن تتنزل عليهم الشياطين.. لله درهم وشاعرهم الأول نبي الله الأول ادم عليه السلام في رثاء هابيل وشاعرهم الأكثر فصاحة المتنبي..
الذي قتلته شجاعته وبيت شعر وصف فيه نفسه..
لله در محمود درويش وكأنه كان يجلس قبالة القنصلية السعودية في اسطنبول ليقول:
حملت صوتك في قلبي وأوردتي
فما عليك إذا فارقت معركتي
أطعمت للريح أبياتي وزخرفها
إن لم تكن كسيوف النار قافيتي
آمنت بالحرف.. إما ميتا عدما
أو ناصبا لعدوي حبل مشنقة
آمنت بالحرف.. نارا لا يضير إذا
كنت الرماد أنا أو كان طاغيتي!
فإن سقطت.. وكفى رافع علمي
سيكتب الناس فوق القبر:
«لم يمت»
نعم جمال خاشقجي لم يمت.. وسترفع على نصب قبره التذكاري لافتة «لم يمت»..
وكم من صاحب فكر لم يمت.. ومنهم من ازهر فكره من فوق رمس في منفى أو في وطن..
هناك في شاتيلا في لبنان صاحبة المجزرة الكبرى التي ارتكبها سمير جعجع وشارون هناك ضريح مفكر وروائي وكاتب وصحفي ورسام كتب على قبره لافتة محمود درويش لم يمت، قبر ازهر ثورة ونصر وما زالت تثمر من يحملون البندقية ويحلمون بالعودة إلى حيفا..
ولو قرأ الطغاة الاستشراف وسمعوا ما قاله ابن الكرمل:
يا دامي العينين والكفين!
إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية
ولا زرد السلاسل!
نيرون مات، ولم تمت روما..
بعينيها تقاتل!
وحبوب سنبلة تموت
ستملأ الوادي سنابل..
وسوف ينبت عشرات بل مئات من خاشقجي الذين يؤمنون بفكر جمال وغسان.. وسيخضر الوادي بالخضر من السنابل.
كلمة مباحة
ولهك لصوت يأتي صباح الأربعاء ينير الدرب إلى بحر عينيك..
سمير البرغوثي

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
09/10/2018
1829