+ A
A -
قبل أربعين عاما.. كان على الصفحة الأخيرة أسماء زوايا لأعمدة كتاب ثابتة كلها تتحدث عن العصر في ذاك الزمن.. وتصمه بالانحطاط فهناك زاوية في صحيفة كبرى اسمها (عصر الانحطاط) وأخرى زمن أسود وثالثة منحط.. ومحطوط.. ومحيطط.. ولا للنمو.. وكلها تطابق الزمن الحالي.. وكنا نعيش زمن توقيع اتفاقية السلام الإسرائيلية المصرية في كامب ديفيد عام 1978 وبدء الحرب العراقية الإيرانية عام 1980 وحصار إسرائيل لبيروت عام 1982.. ورحيل المقاومة الفلسطينية عن أرض الثورة في الجنوب ومجزرة تل الزعتر التي ارتكبها حافظ الأسد ضد اللاجئين الفلسطينيين ومجزرة صبرا وشاتيلا.. ضد الفلسطينيين العزل.. وعصر الانحطاط مستمر.. وقد أولته صحيفة نيويورك تايمز اهتماما كبيرا فأصدرت عدداً خاصاً عن انحطاط العرب منذ عدوان أميركا وبريطانيا على العراق واحتلاله في عام 2003. وما سببه هذا من تدمير لاقتصاد العالم العربي وتنميته وخسائره البشرية والمالية..
نعم إنه عصر انحطاط ونحن أمم متفرقة وشعوب متناحرة.. وضع مرصدك أينما شئت من موريتانيا إلى ليبيا إلى مصر إلى السودان إلى سوريا.. سترى ما أصابنا من انحطاط.. فأي انحطاط أكبر من أن «يقتل» صحفي على رأي.. أي انحطاط وشعب في غزة يحاصر ويصرح مسؤول فاسد في السلطة أي دعم لغزة هو خط أحمر.. لا يجوز تعديه..
أي انحطاط.. أصاب هذه الأمة التي ساعدت في تدمير العراق وسوريا واليمن وليبيا..أي انحطاط وهناك من يرفض الإسلام مشروعا يواجه المشروع الصهيوني.
والسؤال: هل من حل؟..الجواب..نعم نرى في آخر النفق طفلا يوقد شمعة ليرتل القرآن ويتعلم فن مقاومة الانحطاط ليعيد لوجه بغداد والقاهرة وبقية العواصم بهاءها..
كلام مباح
أقف عند المحنى مع أطفال
ينتظرون الفجر
ألعب الكرة وبيدي منقوشة زعتر
أنجبونا..فرحوا بنا
غنوا في أسبوعنا
نثروا القمح والملح
أقاموا حفلات الطهور
وألقوا بنا أمام الجلاد!!

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
10/10/2018
2682