+ A
A -
خرج العرب من الصحراء، وحملوا رسالة السماء، وبالسيف والرمح، ولا يحميهم سوى درع حديدي تحمله اليد اليسرى، انتصروا على الامبراطورية الفارسية، ودكّوا أبواب عاصمة الامبراطورية الرومانية، وأقاموا دولتهم، من الأندلس إلى الصين، لم يكونوا يخشون، لا فارس ولا روما، ولم يطلبوا حماية من بيزنطة ولا برنطة، ولم يكن هناك من يجرؤ على أن يعتدي على طفل مسلم أو ذمي في حماية الإسلام.. فجيش المسلمين يمتد من بغداد إلى بكين.
نعم ذاك كان زماننا ونفتخر به، هاماتنا مرفوعة، وأبواب بيوتنا للريح مشرعة، ونارها تهدي إليها العدو والصديق ولم نكن نخشى إلا الله..
أقاموا دولة عنصرية في فلسطين ووفروا لها الحماية لترعبنا، ونطلب ود راع في واشنطن ليقينا شر رؤوس نووية موجهة إلى عواصمنا، وسمعت الملك فهد خادم الحرمين الشريفين رحمه الله في مكالمة هاتفية يقول فيها إسرائيل تملك 200 رأس نووية فمن يجرؤ أن يقترب منها.
أميركا كانت تحمي إسرائيل، وما زالت، وتدفع لها لتواصل تهديد العرب، حتى يواصلوا الدفع لها، الآن وبعد أن أصبح العرب وإسرائيل أهلا وأحبة- وقد نرى قريبا مصاهرة ونسبا بين عبدالمعين وشلومو بنيامين- بعد هذا الود، لم تعد إسرائيل عدوا مرعبا للعرب.  أوجدوا العدو، وليس مهما من يكون هذا العدو، المهم أن يواصل العرب الدفع مقابل الحماية، ولم يتوقع أحد في التاريخ أن يكون برنامج انتخابي يقوم على حث العرب للدفع لأن الجيش الإفرنجي يحميهم.. 
وغاب عن العرب التاريخ الحديث حين أقام الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز خيمته وأحضر ناقته وفرش بساطه وقال «لا نريد نفطا وسنعيش كما عاش آباؤنا الذين امتدت حضارتهم إليكم وهذه العلوم التي تنعمون بها كان أساسها بساطتهم..
صحيح مات الملك فيصل مقتولا من أقرب المقربين إليه.. لكن لم يجرؤ من هددوه على أن يقتربوا من بيته، رحمه الله..
قلت لصحفي يشارك في مؤتمرات صحفية مع الرئيس الأميركي الأشقر هل يمكن أن تسأله لماذا تطلب من السعودية واليابان وكوريا الجنوبية ولم تطلب من إسرائيل التي تحظى بحماية أكبر أن تدفع وهي الآن غنية وباتت ثرية مع توقيع صفقات الغاز مع مصر بمليارات الدولارات؟ وعدني أن يسأل بعد أن يتحقق من حجم التليارات اليهودية.. 
الأمة العربية قوية، لولا هذا الوهن وهذا التغلغل الصهيوني في الحواضر والبوادي، فمتى نفيق؟
كلمة مباحة
إليه في مكان مجهول.. 
أنزل اليوم من علياء كبريائي لأكتب إليك سيدي.. معترفا أنني قسوت عليك حين مارست حقي في الاحتجاج على رفضي أن أكون جارية في مملكتك.. وأن أكون رقما في قائمة نسائك، وصممت أذني عن الاستماع لتوسلاتك، وحصنت قلبي من اجتياحات أعاصير أشواقك.
سيدي
أعترف أنك منذ غادرت، وأنا أتوسل إلى السعاة لينقلوا إليك اعتذاري وأسفي لكن لا أحد كان يجرؤ على أن يقول لك إنني على العهد الذي كنت عليه في يوم فراقك.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
12/10/2018
1634