+ A
A -
لم يتأخر الرد كثيراً، وجاء من غزة هاشم، نعم يا ابن الغانم البار، نحن من تشرفوا بمن وصفتهم بأنهم «عوار المحتل»، فأرسلوا صواريخهم إلى تل أبيب وهم يستمعون إلى صوت مجلجل من رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، إيمان مطلق بعدالة قضية شعب، شرد منذ سبعين عاماً، ومنذ 50 عامًا يرفع غصن زيتون، فتجاوبه الصواريخ ومدافع الهاون وعندما يرفع حجرًا، تتلقاه البندقيات الآلية بأزيزها المقزز.
نعم لن نرفع خرقة بيضاء ولن نغادر مرة أخرى إلى المجهول وصدقت حين تساءلت وأجبت «هل مطلوب من الفلسطيني أن يرفع خرقة بيضاء، ويغادر أرضه إلى المجهول؟».
وأجبت بلساننا: «هذا لن يحصل أيها السادة، ونحن نقول بالعربية (هذا عشم إبليس بالجنة)..
صدقوني (لن يحصل)، فالفلسطيني عبر 70 عامًا كان لعنة المحتل وعاره وعورته وعواره».. «وأنا أقول لكم: مقابل كل مأتم فلسطيني، عشرة أعراس، ومقابل كل شهيد فلسطيني، عشرة رضع، ومقابل كل طلقة رصاص، ألف صرخة وأغنية وقصيدة وحكاية ولافتة، وهذه جردة حسابنا الأخلاقية والمبدئية ببساطة واختصار».
إذا كان حضور السياسة وإشاراتها لا يكفي للفهم، فلا بأس من استدعاء الأسطورة، سيظل (سيزيف) يتمثل بهذا الكيان الغاصب، وسيظل الفلسطيني (صخرته) العنيدة.
صواريخ عابرة للقارات اجتازت المتوسط لتدك راس سيزيف في تل أبيب وتجعله يشد شعر رأسه وهو الذي بات يردد أن العرب أصبحوا إليه أقرب من بعضهم البعض..
كلمات كالصواريخ وجهها رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم أمام الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي في مؤتمره 139، مما اخرج الوفد الصهيوني عن طوره مما جعله يقوم من مقاعده ويذهب إلى رئيسة المؤتمر لوقف خطاب الغانم.
الشعوب العربية عامة والفلسطيني خاصة رفعوا قبعاتهم والعقل للغانم ابن الكويت البار.. الذي عبر عما يريد أن يقوله كل مواطن عربي.. من المحيط إلى الخليج.
هنيئاً للكويت وهنيئاً للخليج وهنيئاً للعرب رجالات بحجم مرزوق الغانم الذي يرأس أقدم ديمقراطية في الخليج.
وأنجبت رجالات تحب الكويت، تختلف لمصلحة الكويت وتتفق لمصلحة الكويت، هذا ما أكده لنا الغانم في لقاء في مكتبه عام 2013 في زيارة خاصة مع الأستاذ محمد المري، رئيس التحرير، الذي يحمل للغانم كل تقدير واحترام لما قدمه للإعلام، خاصة الإعلام الرياضي.
كلمة الغانم في المؤتمر، درس في الوطنية، والأخلاق القومية العربية، يجب أن تدرس في مدارس السياسة العربية حتى تتوقف الهرولة من بعض الأشقاء إلى إسرائيل، فأصابهم ما أصابهم من نكوص وخذلان وتعثر.. فلعنة الفلسطيني المنكوب لن ترحم من يخذل الأقصى وفلسطين.
كلمة مباحة
لن ننساك يا قدس.. ترددها الأجيال على لسان العاهل السعودي فيصل بن عبدالعزيز وعلى لسان الإعلامي السعودي الأول جمال خاشقجي
القدس الشرقية والغربية أرض عربية محتلة والمحتل لا بد أن يأتي يوم ويتحرر.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
18/10/2018
1632