+ A
A -
اجتاحني إعصار من الحزن بعد أن استمعت للحوار مع جمال خاشقجي الذي أجري معه في نوفمبر الماضي، وأعادت الجزيرة بثه يوم أمس الأول.. وأجهشت في نهاية الحوار بالبكاء.. والأخبار تأتي تنبئ بقتله وتقطيعه.. فما قاله للجزيرة- رغم محاولة المذيع أن يستفزه ليأخذ منه أخطاء ولي العهد- أثبت ولاءً وحبا وإخلاصا للملك ولولي العهد وللسعودية..
فماذا قال أيها الجاني.. اسمع واقرأ ما قال:
«إن الشعور بالعجز عن أن تقول رأيك- حتى ولو كنت محبا للملك وولي عهده- لم يعد محتمَلا في السعودية»
هل هذه جريمة يستحق فيها القتل؟
«الإنسان الناصح المعارض أفضل للحاكم من الشخص المطيع دائما خوفا أو طمعا».
هل هذا كفر «أيها الجاني الضال»؟
«سياسات السعودية في عهد الملك سلمان وولي عهده، في أغلبها تصب في مصلحة النهوض بالسعودية والسعوديين»
وهل هناك دفاع عن سياسات الملك وولي عهده أقوى من هذا الدفاع؟
«السعودية ستعود حتما لضميرها الحقيقي المنبثق من الدين الإسلامي ومحيطها العربي».
ما أروعها من رؤية لوطن نرى فيه قيادة العالم الإسلامي لا وطن ذباب إلكتروني»..
«لا يوجد أي تقارب بين السعودية وإسرائيل لأن مثل هذا التقارب مرفوض من قبل الملك وولي عهده والشعب السعودي».
«مواقف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ورفضه لتقبل الأسئلة من الصحفيين الإسرائيليين دليل على أن السعودية لم تطبع ولن تطبع»..
«ولائي للملك وولي عهده محمد بن سلمان، هبة من الله للمملكة، لأنه جاء لينقذها من الموت البطيء الذي كانت في طريقها إليه، واندفاعه ساهم في كسر حالة «التكلس» التي كانت تصيب المملكة، وقد حان الوقت لكي تنهض وتكافح الفساد وتوقف إهدار المال العام».
«ولي العهد بحاجة لما يشبه مجلسا برلمانيا منتخبا، حتى يسيطر على حالة الاندفاع التي تتملكه والرغبة الجامحة في تحقيق إصلاحاته بسرعة قياسية».
« أدعو إلى التقارب بين تركيا والسعودية لأنهما تمثلان الثقل السني في المنطقة وأدعو حكام المملكة إلى التصالح مع الإسلام السياسي بل والتحالف معه، لأن الحكم في السعودية قائم على نفس مبادئه».
«على سمو ولي العهد التخلي عن فكرة أن الإخوان يناصبونه العداء، وإطلاق سراح معتقلي الرأي من رجال الدين والمثقفين والسياسيين فهم سيقدمون النصح الأمين لبن سلمان، وسيكونون خير سند له في تحقيق رؤيته الإصلاحية».
هذا فكر الزميل ورفيق مهنة المتاعب والمفكر والصحفي السعودي المميز جمال خاشقجي..
ولاء للملك وولي العهد، محب عاشق لوطنه، مؤيد لمحاربة الفساد والمفسدين، ورؤيته أن الإسلام السياسي ليس ضد مؤسسة الحكم صحيحة.. ولا خوف من الإخوان المسلمين وأصحاب الفكر سوف يخدمون المملكة.
فماذا فعل حتى يقتل؟..
هل لأنه خاف من الحاشية الجديدة للأمير الذين باتوا يتحكمون بالمملكة عبر الذباب الألكتروني وهم من أهان الأسرة الحاكمة وهم من وشى بها وأرسلها إلى الريتز.. فغادر لينجو؟
رحم الله جمال، سوف تبكي السعودية والأجيال عليه لأنه كان عاشقا للوطن،
ولا زلت أسأل الله أن يكون هذا حلما وأن يظهر جمال حيا ليواصل القول الحق..
كلمة مباحة
هناك من تربص وخطط وأوكل لغيره لكي يلطخ يده بدمه وهو يقبض الثمن!!
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
19/10/2018
1692