+ A
A -
روايات وتحليلات من كل الجهات، منها وفق مصدر تركي أنه قتل وقطع.. ولا أثر للجثة حتى الآن.. ووفق رواية منسوبة لجهة مخابراتية أنه تم رصده عبر الأقمار الصناعية وأنه تم نقله في صناديق خشبية إلى قاعدة عسكرية في الرياض.. ورواية أخرى أنه خطف ونقل إلى مكان مجهول للتحقيق معه، ومن المتوقع قتله ودفنه، وأي عمل مخابراتي على مدى التاريخ ينفذ ولا يعلن عنه، ومن صفات رجل المخابرات الصمت.. لكن حكاية جمال خاشقجي الصحفي السعودي فلتت من بين يدي المخابرات العالمية.. بسبب قوة الإعلام.. وتأثيره بقيادة الجزيرة العملاقة ونيويورك تايمز والواشنطن بوست التي كان يكتب فيها القتيل الأسير المختطف جمال خاشقجي.
فهل كانت المخابرات الأميركية على علم بتخطيط المخابرات السعودية بخطف جمال وإعادته إلى الرياض للتحقيق معه.. أو تصفيته، أحد المحللين يقول إنه بعد تحليل عميق لقضية اختفاء الكاتب السعودي جمال خاشقجي ودراسة الملف من جميع الزوايا مع اعتمادي على بعض المعلومات المؤكدة، خرجت بهذا السيناريو الذي أراه من وجهة نظري الخاصة هو الأقرب بنسبة كبيرة جدا لحقيقة ما وقع للصحفي جمال خاشقجي.
بما أن الرجل عبارة عن كنز متنقل يملك معلومات غزيرة عن آل سعود منذ عهد الملك فهد بن عبدالعزيز بحكم عمله لسنوات طويلة مستشاراً إعلامياً لتركي بن فيصل رئيس المخابرات العسكرية، ومعرفته الدقيقة بالتمويلات المالية التي كانت ترسل للجهاديين في أفغانستان، كما أنه كان حلقة وصل بين تركي الفيصل وأسامة بن لادن في أفغانستان أثناء حرب الجهاديين مع الاتحاد السوفياتي، كما يعلم بالاتصالات الأمنية السرية بين أجهزة الاستخبارات في تلك الفترة، ومما لا شك فيه أن الرجل يتوفر على وثائق سرية يحتفظ بها في مكان آمن.. لهذا كان من الصعب على الأسرة الحاكمة في السعودية تركه يتنقل بحرية بين الدول ويصبح محط هدف عدد من الاستخبارات الدولية التي ترغب في الاستفادة من معلوماته المهمة التي يحتفظ بها في عقله خصوصاً مع تقدمه في السن، حيث بلغ السبت الماضي 60 سنة، حيث يمكن بسهولة استغلاله.
صبر السعوديين لن يطول كثيراً حتى جاءت الفرصة الذهبية بين أيديهم، في بداية شهر أكتوبر بعد أن توجه جمال لسفارة بلاده في واشنطن لإجراء معاملة تتعلق بزواجه، جهاز الاستخبارات (CIA) حذر المخابرات السعودية من مغبة تنفيذ أي عملية قذرة فوق التراب الأميركي، وفي نفس الوقت اقترحوا عليهم تنفيذها في تركيا مع تقديم الدعم اللوجيستكي.
السفير السعودي في واشنطن خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وبطلب من القيادة السعودية قام مراراً وتكراراً بعرقلة تسليم الوثيقة إلى جمال خاشقجي إلى أن عرض عليه في الزيارة الأخيرة الذهاب لتركيا قائلاً له حسب تصريح خطيبته خديجة أن الموظفين هناك أكثر تعاوناً، جمال خاشقجي ابتلع الطعم بسهولة رغم ماضيه في العمل الاستخباراتي.
في الوقت الذي كان السعوديون يعتقدون أن العملية تتم بشكل سري، حيث قاموا بتعطيل الكاميرات الخارجية والداخلية التابعة لهم حتى لا تسجل دخول خاشقجي والكومندو الأمني، كان الأتراك يراقبون الوضع بكثب وبشكل دقيق، انتظروا حتى جمعوا كل الأدلة والحجج التي تظهر تورط ولي العهد محمد بن سلمان، والسؤال: هل هو حي.. أم قتيل.. لكن أين الجثة؟
فحسب مصادر متعددة تم تهريبه للسعودية في طائرة خاصة ليتم التحقيق معه بخصوص الكثير من الأسرار التي يملكها وأظن أنه ستتم تصفيته فيما بعد والتخلص من جثته بعدة طرق، والخاسر الأكبر بطبيعة الحال هي المملكة السعودية التي بسبب طيش وتهور ولي العهد محمد بن سليمان ستدخل في دوامة من المشاكل ستدفع ثمنها غالياً على المدى القصير حقوقياً وسياسياً ومالياً.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
20/10/2018
1583