+ A
A -
نزار عــابــديــن
متابعة لحديثنا عن الفقر والجوع، لسنا نقول: لو أن كل مائدة نقصت رغيفاً وقطعة لحم صغيرة، لما شعر أصحابها بالنقص، ولكن هذا يكفي الجائعين في العالم، ولكننا نقول: لو أن الطعام المهدور في حاويات القمامة وصل إلى الفقراء لما ظل جائع على وجه الأرض، وإليكم هذا الرقم الصادم: وفق تقارير «منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة» (الفاو)، فإن ما يقرب من ثلث الأغذية في العالم تتعرض للهدر سنوياً، وهو ما يعادل نحو 1.3 مليار طن من الطعام، بكلفة تصل إلى نحو ترليون دولار. في المقابل، يبلغ عدد الجياع في العالم نحو مليار شخص، أي إن الطعام المهدور يؤمن لكل فقير أكثر من طن من الطعام سنوياً، وهل يحتاج المرء إلى أكثر من ثلاثة كيلوجرامات طعام يومياً؟
وهذا إحصاء شمل 25 دولة تمثل ثلثي سكان العالم 87% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وجاءت السعودية في الصدارة حيث يهدر المواطن السعودي نحو 427 كيلوغراماً سنوياً، وتهدر السعودية 1.1 مليون طن من الأرز سنوياً، وقيمة الطعام المهدر سنوياً 13.3 مليار دولار وهو ما يعادل الناتج المحلي لموريتانيا والصومال وجيبوتي مجتمعة، وجاءت دولة الإمارات في المركز الرابع حيث يهدر المواطن نحو 196 كيلوغراماً سنوياً، والغريب أن فلسطين حلت في المركز 14 حيث يهدر المواطن 93 كيلو غراماً، والأغرب أن مصر حلت في المركز 16، حيث يهدر المواطن 73 كيلوغراماً من الأغذية.
وللمقارنة تهدر أوروبا 126 مليون طن، ونصيب الفرد 115 كلغ سنوياً، وتهدر الولايات المتحدة 60 مليون طن في العام، وتبلغ تكلفة طمر هذه الأطعمة 1.5 مليار دولار في السنة. ويرمي الإنجليز 3.2 مليون وجبة ليلة عيد الميلاد وحدها تزيد قيمتها عن المليار دولار. وترمي الصين ما قيمته 32 مليار دولار.
وتقع على عاتق المسلمين مسؤولية أكبر، لأنهم بهذا يخالفون أمر الله سبحانه وتعالى، فقد نهى الحق عن التبذير والإسراف، كما في قوله «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين» وأقسى من هذا قوله عز وجل «وأن مردّنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار» وهل ننسى قول الحق «وآتِ ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذّر تبذيراً، إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين» .
وللمقارنة قرأت في 26/9 أن أغلى حذاء بالعالم عرض في دبي، ويقدر ثمنه بـ 17 مليون دولار، تم تصنيعه من الذهب وزين من كل جوانبه بـ 236 قطعة من الألماس، إضافة إلى قطعة ألماس كبيرة تزين مقدمة الحذاء وزنها 15 قيراطاً .
بقلم : نزار عابدين
copy short url   نسخ
22/10/2018
2043