+ A
A -
سمير البرغوثي
وُلِد في سمرقند وتوفي في مكة.. وكان ذلك في زمن الدولة العباسية في القرن الثامن للهجرة.. عمل قاطع طريق، وبات العابرون للطرق إلى سمرقند يخشونه وكان يرتكب المعاصي.. لكن موقفا واحدا حوله من جاحد إلى عابد.. وأطلق عليه لورعه عابد الحرمين، إنه الفضيل بن مسعود بن بشر أبو علي التميمي، وروى ابن عساكر بسنده عن الفضل بن موسى قال: كان الفضيل شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس وكان سبب توبته أنه عشق جارية فبينما هو يرتقي الجدران إليها سمع تاليا للقرآن يتلو «ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله» قال: يارب قد آن فرجع فآواه الليل إلى خربة فإذا فيها رفقة فقال بعضهم: نرتحل وقال قوم: حتى نصبح فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا قال: ففكرت وقلت: أنا أسعى بالليل في المعاصى وقوم من المسلمين ههنا يخافونني وما أرى الله ساقنى إليهم إلا لأرتدع اللهم إني قد تبت إليك وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام. وروى عنه الثوري وابن عيينة والشافعي وابن المبارك والحميدي ويحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي وقتيبة بن سعيد وبشر ومدحه العلماء.
أمس رأيت شابا من شباب الإسلام يقتدي بشاب من شباب الإسلام الأول.. رأيته بعد الغبرة يمسح الميزان بثوبه.. كما كان يفعل ابن الفضيل بن عياض وقد روى والده - رحمه الله - أنه رأى ولده وهو يمسح كفة الميزان بطرف ثوبه...
فسأله: لماذا ؟ فقال: حتى لا أزن للمسلمين غبار الطريق...
فبكى الفضيل وقال: إن عملك هذا يا بني عندي أفضل من حجتين وعشرين عمرة.. ! فهذا الصلاح وقال
وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون
نعم (وأهلها مصلحون) لم يقل: صالحون؛ لأن الصلاح الشخصي المنزوي بعيدا، لا يأسى لضعف الإيمان، ولا يبالي بهزيمة الخير،
فهذا الشاب في الوكرة مصلح ومن كان في بلد صالح ومصلح فلا خوف.. وباب التوبة مفتوح ومن تاب أفلح وغفر الله له.. وقد يكون عابدا للحرمين وخادما لهما..
كلمة مباحة
«ترك العمل لأجل الناس هو الرياءُ، والعمل لأجل الناس هو الشرك».
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
28/10/2018
2007