+ A
A -
لحظات المطر، رائعة خلاقة وخلابة، تنعش الحواس وسط أجواء الأنس والمرح، لحظات المطر تنبض بالحياة، مليئة بالحب والعفوية والفطرة السوية، لحظات المطر فريدة يستمتع بها الناس كل بطريقته واسلوبه الخاص، كل يعبر عن مشاعره في المطر، المطر نفحات منعشة، ورائحة جذابة، وتأثير يدوم ويدوم ويحفز للانتعاش، وفي هذه الأيام جلنا ينشد ونردد مع براعمنا الصغيرة (طق يا مطر طق، بيتنا جديد، مرزامنا حديد)، المطر، الحيا، الغيث، بكل مسمياته ومفرداته بالفصحى واللهجة الدارجة هو السعادة، والبشر، لأنه سقيا خير، لا سقيا عذاب، ما أروع الأجواء الماطرة، الصغير والكبير يفرح بها، إنها نفحات ولحظات ولا أروع من ذلك، المطر نعمة من الله ومنة، يستبشر به الجميع، إنه بشير خير، يحمل السلام، وتطيب معه الأحلام والأيام، وتحلو فيه الدراسة ( وناسة يا وناسة، نحن نحب الدراسة) ويحلو معه التنزه، وجلسات الشوي وتبادل الكلام، يا سلام، ننتظر المطر لنعانقه شوقاً للقائه، شغفاً بقدومه، ونبتسم له ونردد الأهازيج والأناشيد القديمة، وكم تزخر المكتبة الإذاعية بالكثير من أغاني المطر، إنها لحظات مبهجة، ورائعة وجميلة، أجواء المطر مفعمة بالخير والفرح والانبساط، وتتسابق الأسر والشباب إلى الخروج إلى البر والمساحات والساحات للتعبير عن أنسهم وفرحتهم بنزول الغيث، ونحن ننتظر المطر ونحتفي به بطريقتنا في أجواء مليئة بروائح الشتاء أو الربيع وزهور الحب، أهلاً وسهلاً بالمطر دائماً وأبداً، يضفي على الحياة والإنسان والطالب والمدرسة والمكان والأرض لمسة جمالية، غير عادية، غير تقليدية، هذه الأجواء تفتح مدارك التلاميذ والطلبة في التأمل في محاسن الطبيعة، وحبذا لو استثمرنا فترة المطر وأجواء المطر في ربطها بحياة الطلبة وخلق ترابط وثيق بين طلاب المدارس والأجواء الممطرة، من المنظور الشرعي والاجتماعي والتعليمي والنفسي، وفتح باب الابتكار للطلبة لاستحداث مشاريع وعمل تجارب وتنمية مهارات نوعية خارج غرف الدراسة حتى نستطيع إسعادهم في هذه الأجواء واستثمار جهودهم، بدل المطالبات المتكررة بتغييب الطلبة، وتأجيل الدراسة في مثل هذه الأجواء، يجب تفعيل وتنشيط حس حب المدرسة والدراسة لدى الطالب بدل دفعه وتشجيعه للغياب عن المدرسة، اتركوهم ينشدون ويرددون (يا غيم ارزم ارزم، وخل المرازم ترزم، ويا غيم غيم عندنا، واربط حصانك عندنا، طق المطر وراح العمر ما جابتك دعوة مطر، تمطر هنا وتمطر هناك، وقلبي يحبك ما نساك)، لا نريد أن يكون الإعلام الجديد عاملاً مساعداً في تنفير الطالب من المدرسة، وصح لسان الشاعر الذي قال مخاطباً شريكة حياته: شفت المطر وشلون يفرح به الناس، انت مطر عمري وفرحة سنيني.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
29/10/2018
1967