+ A
A -
تؤكد التجارب العالمية أهمية تطوير قطاعات النقل العام وتنظيمها لارتباطها بالتطور الحضاري والعمراني للدول، حيث يلعب قطاع النقل دورا حيويا في مختلف جوانب الحياة الحديثة، نتيجة اعتماد السكان والأنشطة الاقتصادية بصورة متزايدة على التطور في خدمات النقل، لتحقيق متطلبات النقل والتنقل للأفراد والبضائع، وقد عرفت قضايا النقل بأنها شائكة ومتعددة الأبعاد، فالتخطيط يتطلب توضيح الأهداف المنتظمة، والمنسقة والمخصصة لكل مدينة وبيئة.
وأعتقد أنَّهُ من المهم جدًا ما بذلته وزارة التعليم والتعليم العالي مع الإدارة العامة للمرور من جهود جادَّة لتصميم منهج مختَصٍ بالمرور يحملُ إسقاطاتٍ تربوية متنوعة مثل: إعطاء الطريق حقه وتحرِّي السلامة المرورية واتباع إرشادات العبور والقيادة إلى ما سواه من القيم، وأعتقد أنَّ مثل هذه المناهج ستدفعُ شيءًا وشيئًا إلى تطوير ثقافة مرورية حقيقة لدى مختلف فئات المجتمع الأمر الذي سيخلق جوًا من الوعي العام بآداب الطريق وما يجب على المشاة والسائقين الالتزام له من مُثُل وآداب وقوانين حفاظًا على سلامة الجميع.
قارئي العزيز، إنَّ الدول المتقدمة كانت وما زالت تحرِص على إدراج مقررات خاصة بالأمن المروري لكافة الطلبة من المرحلة الابتدائية وصولًا إلى المرحلة الجامعية المتقدمة، فالمشاكل المرورية أصبحت اليوم إحدى الهواجس الكُبرى التي يُعاني منها مخططي الاستراتيجيات في الأنظمة الحكومية فهي تستنزِف أمن الطريق وتحِيقُ سلبًا بالموارد المادِّية والبشرية للمجتمعات إضافة لانعكاساتِها السالبة على خُطط العمران البشري والمدني.
إنَّ هذه الخطوات التي تبذلها وزارة التعليم والتعليم العالي بدولة قطر في إدراج مقرر يختص بالسلامة المرورية من شأنِهِ أن يكون اللبنة الأساسية نحو تكوين ثقافة مرورية تتبناها كافة أطياف المجتمع وذلك من كونها مسؤولية عامة تقع على عاتق الجميع. وشخصيًا أؤمن بأهمية وضع قوانين رادعة لمتهوري القيادة ولكن بشكلٍ يُوازي الدور المبذول في تنظيم حملات توعوية والتأكيد على مقرر السلامة المرورية في الدارس والجامعات وذلك لتحقيق الهدف المنشود وهو تشكيل بيئة آمنة خالية من الحوادث والاختناقات المرورية.
إعلاميَّة وباحثة اكاديميَّة- جامعة قطر

بقلم : خولة مرتضوي
copy short url   نسخ
09/11/2018
2033