+ A
A -
قد نصحو ذات يوم.. لنجد أن فلسطين شطبت من شوارعنا ومن لافتاتنا ومن محلاتنا ومن صحفنا ومن كتبنا.. فنحن نعيش اخطر مرحلة مرت بالقضية الفلسطينية منذ وعد بلفور 1917..فما نشهده الآن إن لم تتحرك الشعوب العربية وتنزل إلى الميادين لتغييره.. سنقول على فلسطين السلام..
قد يقول قائل: وهل هناك أقسى من النكبة.1948 ومن النكسة 1967 ومن ايلول 1970ومن الخروج من بيروت 1982 ومن اوسلو 1993؟.. نعم أقسى.. ففي تلك المحن لم يكن هناك زعيم عربي يظهر علاقته مع إسرائيلي..لم يكن هناك قناة عربية تجرؤ على استضافة يهودي..لم يكن هناك من يتعهد بالدعس على رقاب الفلسطينيين إن لم يوقعوا على الصفقة.. لم يكن هناك تنسيق أمني يسلم المقاومين للصهيوني.
كانت فلسطين على جدول أعمال الجامعة العربية.. كان هناك زعماء يتداعون لقمة اذا طرأ طارئ.. كانت فلسطين على جدول اعمال جمعية الأمم.. كان هناك من يحسب للعرب خاطر.. أما اليوم الكل يحاول إرضاء السيد في تل أبيب إلا من رحم ربي.. ويدهم وحدها البيضاء التي تحاول أن تمسح الحزن من عيون الفقراء..
هي قطر والكويت من بقي صادقا في الوقوف إلى جانب فلسطين قولا وعملا.. لكن يدا واحدة لا تصفق..
وغزة ذلك القطاع المحاصر من البر والبحر ومن الشقيق والعدو هي وحدها من يشعل لنا الطريق نحو الا نفقد فلسطين.. وإن سقط هذا القطاع.. لن يقف أحد في وجه هذه الطغمة في الأرض المحتلة.
فتحية إلى أنقى وأشرف وأفضل نقطة مضيئة في أمة عربية أصابها الوهن والضعف والعفن وفاحت منها رائحة الموت..
تحية إلى غزة المناضلة الصامدة القوية بشعبها وبمقاومتها.. في الوقت الذي ترفع فيه عواصم العرب من قاهرة المعز وصلاح الدين إلى بلاد الحرمين أعلام الاستسلام والهزيمة والارتماء في أحضان الصهيونية، ترفع غزة أعلام الصمود والتحدي والشهادة في سبيل الله.
اللهم انصر شعب غزة وثبت قلوبهم وخفف عنهم مصابهم وارزقهم من حيث لا يحتسبون.. آمين يارب العالمين.
كلمة مباحة
غزة تحرر نفسها من صفاتنا
ولغتنا ومن غزاتها في وقت واحد
وحين نلتقي بها ذات حلم ربما لن تعرفنا،
لأن غزة من مواليد النار ونحن من مواليد الانتظار والبكاء على الديار.
محمود درويش
قد نصحو ذات يوم.. لنجد أن فلسطين شطبت من شوارعنا ومن لافتاتنا ومن محلاتنا ومن صحفنا ومن كتبنا.. فنحن نعيش اخطر مرحلة مرت بالقضية الفلسطينية منذ وعد بلفور 1917..فما نشهده الآن إن لم تتحرك الشعوب العربية وتنزل إلى الميادين لتغييره.. سنقول على فلسطين السلام..
قد يقول قائل: وهل هناك أقسى من النكبة.1948 ومن النكسة 1967 ومن ايلول 1970ومن الخروج من بيروت 1982 ومن اوسلو 1993؟.. نعم أقسى.. ففي تلك المحن لم يكن هناك زعيم عربي يظهر علاقته مع إسرائيلي..لم يكن هناك قناة عربية تجرؤ على استضافة يهودي..لم يكن هناك من يتعهد بالدعس على رقاب الفلسطينيين إن لم يوقعوا على الصفقة.. لم يكن هناك تنسيق أمني يسلم المقاومين للصهيوني.
كانت فلسطين على جدول أعمال الجامعة العربية.. كان هناك زعماء يتداعون لقمة اذا طرأ طارئ.. كانت فلسطين على جدول اعمال جمعية الأمم.. كان هناك من يحسب للعرب خاطر.. أما اليوم الكل يحاول إرضاء السيد في تل أبيب إلا من رحم ربي.. ويدهم وحدها البيضاء التي تحاول أن تمسح الحزن من عيون الفقراء..
هي قطر والكويت من بقي صادقا في الوقوف إلى جانب فلسطين قولا وعملا.. لكن يدا واحدة لا تصفق..
وغزة ذلك القطاع المحاصر من البر والبحر ومن الشقيق والعدو هي وحدها من يشعل لنا الطريق نحو الا نفقد فلسطين.. وإن سقط هذا القطاع.. لن يقف أحد في وجه هذه الطغمة في الأرض المحتلة.
فتحية إلى أنقى وأشرف وأفضل نقطة مضيئة في أمة عربية أصابها الوهن والضعف والعفن وفاحت منها رائحة الموت..
تحية إلى غزة المناضلة الصامدة القوية بشعبها وبمقاومتها.. في الوقت الذي ترفع فيه عواصم العرب من قاهرة المعز وصلاح الدين إلى بلاد الحرمين أعلام الاستسلام والهزيمة والارتماء في أحضان الصهيونية، ترفع غزة أعلام الصمود والتحدي والشهادة في سبيل الله.
اللهم انصر شعب غزة وثبت قلوبهم وخفف عنهم مصابهم وارزقهم من حيث لا يحتسبون.. آمين يارب العالمين.
كلمة مباحة
غزة تحرر نفسها من صفاتنا
ولغتنا ومن غزاتها في وقت واحد
وحين نلتقي بها ذات حلم ربما لن تعرفنا،
لأن غزة من مواليد النار ونحن من مواليد الانتظار والبكاء على الديار.
محمود درويش
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
14/11/2018
1587