+ A
A -
مع أنه ليس هناك أحكام بالإعدام في تركيا إلا أنها جهزت المشنقة السياسية لمن ارتكب الجريمة السياسية في قنصلية على أرضها.. وباتت تقدم ما يؤكد ضلوع رؤوس كبيرة في جريمة ارتكبت على أرضها ونفذت بطريقة بشعة..
وبتنا ننتظر ما بين لحظة وأخرى تقديم دليل دامغ يدحض أي رواية غير روايتها.. فعلى مدى شهر ونصف الشهر شدتنا أنقرة إلى إسطنبول وتحديدا إلى حيث يقف مراسلو الجزيرة يحاصرون القنصلية السعودية التي دخلها جمال خاشقجي ماشيا ولم يخرج منها..
تركيا كانت تطرح أسئلة لإجابات هي تملكها.. فهي من توصلت لتسجيلات صوتية ومرئية لمقتل زميلنا الراقي جمال منذ اليوم الأول، ولكن احتراما لعلاقات مع دولة هي قبلة المسلمين انتظرت لتقول كلمتها وتعلن بشجاعة.. نعم ارتكبنا الجريمة.. ويقدم من أمر بها ومن نفذها استقالتهم ويقدمون أنفسهم للمحاكمة.. حينها يقف العالم احتراما لهذا الموقف.. لكن الرياض قابلت الرواية التركية بخمس روايات آخرها اعتراف بتقطيع الجثة دون الإعلان عن مكانها ولمن أرسل الرأس ولم تكشف عن الوسيط المحلي الوهمي.. الروايات السعودية المتغيرة جعلت الـ سي آي إيه تدخل على الخط بقوة، ودفعت تركيا للسير في طريق اللاعودة واللاصفقة والتصعيد إلى ما لا نهاية...
الصورة الآن- أميركيا- أن أغلب الصحف والوكالات العالمية تنقل الآن من مصادر مخابراتية أميركية، ونواب في الكونغرس، جمهوريين وديمقراطيين، كل هؤلاء تتطابق تصريحاتهم مع كل التسريبات التركية.
الوضع الآن يصعب للغاية على السعودية، فالجميع الآن تقريباً يجمع على الظفر بالرقبة السمينة..
أعتقد بعد كل هذه التصعيدات العالمية لا يمكن العودة للوراء والحديث عن صفقات سياسية ما، يبدو الأمر الآن وكأن الجميع يتأهب للضرب ضربة رجل واحد!!
الآن فقط هناك جبهة ترامب والبيت الأبيض، ومع زيادة الضغوط السياسية والإعلامية فإن حبل ترامب لصديقه قد لا يكون حبل إنقاذ..
المفاجأة الكبرى في الساعات الأخيرة أتت من تركيا، في إشارة منها أنها في طريق اللاعودة مع المسؤول الذي أمر، جعل ذلك صحفا تركية صباح أمس تسرب أن ما لدى تركيا ليست دقائق ولا حتى ساعات معدودة من التسريبات والمكالمات، بل أعلنت أن لديها تسجيلات كاملة من داخل القنصلية وخارجها مدتها 8 أيام!!!
يبدو أن تركيا كانت ترصد الموضوع مبكراً جدا، والآن، وبهذه التسريبات، يبدو أنها لم تعد تأبه لاتهامها بالتنصت على مقر دبلوماسي.. لأن ما حصل يتطلب وضع مثل هكذا قنصليات تحت المراقبة..
كلمة مباحة
من ينصر الظالم يخسر.. فنجم من نصر نتانياهو إلى أفول.. ونجم من ناصره نتانياهو إلى أفول.. وغياب نتانياهو ونصيره قد يستتبع تغييرات أخرى في المنطقة..
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
18/11/2018
1753